جمال منصور
لي في الجبيلة قرصا “مشحميةٍ” وكأسُ لبن عيرانٍ صباحي.
لي عندَ الفلاحاتِ خبزٌ
وانعتاقاتٌ صغيرةٌ
بصوتِ الأهازيجِ الفراتيةِ الحزينةِ
أبداً.
لي في حويقة “كاطعَ” جلسةُ نميمةٍ، وكأسٌ من “الشاي-دانِ” الساخنِ الحلو الكثيفِ الغامقِ
كليل الفراتْ.
لي حكاياتٌ مع نسيمِ المساءِ الحارِ، الحادِ،
الحاسمِ،
الحنونِ، ككلمةِ “شكون بيه؟؟”
لي تفتيلةٌ في شارع الـ “ستة إلا ربع”،
لأتفرج على البضائع البلهاءِ القليلةِ الـ لن تباع، في عمرها،
وعلى أصحاب المحلاتِ الشبقينَ الفضوليين
يبصبصون على أرداف النساءِ العاليةِ
العالية.
لي حكاياتٌ عن القهرِ
والسجنِ
والظلمِ
مع صديقي، زهير، على الشرفةِ المطلةِ على فرعِ الأمنِ السياسي—
هناكَ، حيثُ رائحةُ الموتِ تفوح.
لي نصفُ قلبٍ
تركتهُ خلفي
قربَ صوتُ الجنادبِ واليعاسيبِ،
على يدِ بائع الفولِ النابتِ
على الكورنيشِ
على كتفِ النهرِ
الـ كأخٍ كبيرٍ، يرسمُ ابتسامةً على وجهٍ متعبٍ منذ الأزلْ.
لي فيها ثرودُ باميةٍ
مغمسٍ بالبندورةِ “الزوريةِ” الـ كأنها دم المكانِ
دم الناسِ
والنخلِ
والسماءِ
والحزنِ النبيلْ
لي فيها كل ذا
وأكثرْ…