جمال منصور
كأيةِ امرأةٍ ساديةٍ —
ستبقى ذكراكِ الأثيرَهْ/ذكراكِ القابضةُ على الروحِ/ذكراكِ المريرَهْ
إلى اليسارِ، قليلاً،
تسكنهُ
أينما ارتحلتُ عنكِ
هرباً
لا أهرُبْ…
[دمشق—رفقاً، يا ذا السكينْ] …
…
في ظلِ صنمِ حافظِ الأسدِ
طويلِ الظلِ
الواقفِ
منارةً من موتٍ، على مشارفِ دير عطيةَ
العشبُ أقصرُ/الحصى مدببٌ، أكثرُ/الريحُ أعتى
والناسُ
الـ يمرقونَ، على الطريقِ السريعِ
محشورينَ في باصاتِ “الهوبْ-هوبِ” الآيلةِ للتآكلِ
—ككلِ ما في البلادِ—
أرواحهُمْ
أضألُ
أضألُ
من ذلكَ البرغشِ الـ يحومُ حولَ الصنمِ،
كما لو كان يحومُ
حول حاويةِ زبالةٍ عملاقةٍ
تغطي الأفقَ رائحتُها
بالخوفِ
والدمِ
والعفَنْ…
[برغشْ]
…
…
في ما تبقى من الغوطةِ
في بستانٍ، ترعى من حولهِ الأبقارُ، لم تزَلْ
وتأكلُ بقايا الشجرِ، وأكياسَ الزبالةِ
الـ تحومُ وحدها، بقدرةِ قادرٍ، في هواءِ المدينةِ؛
منذُ منتصفِ السبعيناتِ
ما زالَ مشروعُ “المدينةِ السينمائيةِ” واقفاً
طللاً بالياً
صفوفاً من أعمدةِ الخرسانةِ المسلحةِ
—كمثلِ أولئكِ الصبيةِ المدججينَ بالسلاحِ
الـ يحرسونَ طريق المطارِ، من لا شيءَ
في سياراتهِمْ الستيشنْ غامقةِ النوافذِ—
لتشهدَ
على فيلمِ الرعبِ المريعِ
الـ تعيشهُ المدينةُ
وبالألوانِ الطبيعيَهْ…
[مدينةٌ سينمائيَهْ — إلى عروة النيربية]
…
…
بارداً
كانَ النسيمُ،
الـ هبَ علينا من اللا-مكانِ
مع ثلجِ كانونَ الكسولِ، الـ يسقطُ ندفاً صغيرةً
كما لو كانَ ندوبَ الملائكةِ،
فوقَ رأسَينا، ونحنُ بين قبورِ الجنودِ الـ ماتوا هنا—
في أرضٍ، لا تخصهمْ
مقتلعينَ من الجذورِ/وحيدينَ/صامتينَ، حتى الأبدِ/مكسورينَ/عراةً، حتى من الدمعِ
كغصةٍ عالقةٍ في الحلقِ، أبداً
بينَ حواكيرِ الصبارِ
الـ ابتلعتهًمْ
وإيانا
— أنتِ
وأنا
وقنينةَ نبيذِ السويداءِ، الحاذقةِ —
والغربانِ النائمةِ، بالكادِ، على الغصونِ المنتوفةِ
كهذهِ المدينةِ
كهذهِ البلادِ
كهذهِ الأرواحِ
كهذهِ الأرواحْ…
[المقبرةُ الفرنسيَهْ—١٩٩٤]
…
…
وحيداً
شامخاً—وإنْ بانحناءٍ، نبيلٍ
كنخلاتِ شارعِ أبي رمانةَ الكهلةِ
سأقفُ
لأستقبلَ هذي الرصاصاتِ الـ تطلقها
بكل ما أوتيتَ من حقدٍ
في القلبِ—
دائماً،
في القلبْ…
[رصاصةٌ في القلبْ]