غداً… يا ورد .. يا ابني الصغير.. ويا جناحي البِكْر في هذه العاصفة.. غداً هو يومك الاول في المدرسة .. ودرسك الاول في ميكانيك الحياة..
نعم مثل كل الاباء الحمقى اقول: في الامس فقط كنتَ رضيعاً بحجم هرة صغيرة.. وغداً .. ستصبح رجلاً كبيراً و تتزوج .. هكذا بكامل بلاهة الآباء العاقلين. وكأنه ليس عمراً كاملاً هذا الذي سنعيشه معاً … يا ولد
ليومك الاول اشراقته الخاصة دائماً… وبداية الاحلام العريضة / احلامي انا الحمقاء طبعاً والتي لا اريدك ان تكترث لها ابداً ../.. ولكني ساقول لك شيئاً فقط للايام: في هذه المدرسة يا صغيري وعلى هذه المقاعد. وكما لم يحدث في مكان بالعالم… اعتُقل رجال شرفاء أحبوا بلدهم.. وغنّوا لها في الساحات والشوارع؛ غنّوا للحرية وحلموا بمستقبل شريف لابنائهم ولك معهم. فضُربوا… وعُذّبوا… وأُهينوا… ورُبطوا كالخراف على هذه المقاعد ذاتها التي ستجلس انت عليها غداً. لاول مرة، والتي ستخبئ فيها لفة الزعتر.. ويوماً ..من عليها ستعرف الحب الاول .. وتعضُّك النحلة الاولى…
كالخراف تماماً … يا ورد..
لكن هذا لن يعنيك في شيء الان
فانت لاتزال ابني الصغير… وجناحيَ البكر في تلك العاصفة
دمه يحمله …
ولد يهرب من درس القراءة…