الصفحة الرئيسية / نصوص / رأي / المسيح.. ثائر سوري
المسيح ثائر سوري
المسيح ثائر سوري

المسيح.. ثائر سوري

سامر المصفي
خاص بدحنون
 
 
 

– لم يكن المسيح يوما فلسطينيا او يهوديا”. وليست بيت لحم مسقط رأسه، تلك التي تقع جنوب القدس..
كان سورياً من الجليل الاعلى.. يعمل نجار موبيليا.

– لم يسمع حتى مقتله باسماء مثل; عيسى أو يسوع أو المسيح..
كان يحمل اسما سوريا شائعاً هو (عمانوئيل) اي; الله معنا. دون اي دلالة خاصة للاسم فهو يشبه اليوم اسم عبدالله.

– لم يكن يحمل رسالة سماوية. ولا يعرف ماذا تعني كلمة انجيل. وحتى موته، لم يكن هنالك شيء اسمه المسيحية، بل كان ثائراً على المؤسسة الدينية الحاكمة والمتواطئة مع الإحتلال الروماني.

– كان عمانوئيل رافضاً عنجهية وعنصرية اليهود. ومنحازاً للمظلومين والمستضعفين، لذلك كانت السامرة محطته الاهم. والسامريين، هم من أراد الإنتصار لهم وبهم وهم من خذلوه بسبب بطش الدولة بهم..

– عبّر عن ثورته برفض الختان (كدلالة على رفض عنصرية شعب الله المختار) وتحدث بالسوء عن ما يسمى الشريعة الأساسية وكسر خطوطاً حمراء لا يجرؤ أحد الأقتراب منها مثل لمس تابوت العهد، و تحريم العمل يوم السبت وقوانين الربا في التجارة.

– دينيا ومثيولوجياً. كان متأثرا بالزرادشتية، بالاضافة إلى ما يسمى الديانات الزراعية.السورية(المرحلة الأيلية)
وهو ما يفسر غضب الزردشتيين الشديد مع ظهور مايسمى المسيحية الاولى التي نشرها بولص الرسول على طول الساحل السوري.

– كان يحب مريم المجدلية ويقبلها في فمها. وكان ذلك يزعج تلامذته، فالمجدلية صاحبة سمعة سيئة باعتبارها مومس (وهناك من يعتقد انه انجب منها من دون زواج، ولكن تاريخ تلك الحقبة لايذكر أبناء لعمانوئيل)

– ألقت قوات الأمن الرومانية القبض عليه إثر وشاية. (إتُهم فيها أحد تلامذته “يهوذا الأسخريوطي”) أثناء قدومه متسللاً إلى القدس في كرم زيتون. بعد ان ذاع سيطه كثائر ومصلح ويدعو الناس للثورة على النظام الفاسد.

– لم يكن اليهود معنيين بأفكاره الدينية أو تعاليمه ومحبته. كان همهم الوحيد قتل هذا الذي يحرض الناس عليهم. بين اعدائهم التاريخيين (السامريون) والذين كانوا قد هزموهم شر هزيمة بعد سبعين سنة من المعارك.

– تعاطُف “بيلاطس البنطي” وقصة استبداله باللص “براباس” ليست سوى مسرحية. أراد بها الرومان ادعاء الحياد وتحويل المسألة لتجديف وهرطقة تمس دين أهم مكونات المجتمع الفلسطيني الروماني (اليهود) وبالتالي تطبيق القانون باعتبار ان أصحاب العلاقة لم يصفحوا عنه (اقتله.. ودمه علينا وعلى اولادنا).

– كان عمانوئيل يعلم جيداً ما هو مقدمٌ عليه. وكانت الثورة خياراً اتخذه عندما قرر ترك بيته وعمله وامه الخائفة عليه. لكن الوقت لم يسعفه. فقتل بسرعة وبطريقة دراماتيكية جعلت منه رمز الفقراء والمستضعفين – والمظلومين- وهو ما سهّل فيما بعد تعاطف الناس وقبولهم من خارج القبضة اليهودية دون ان يعلم بولص الرسول بأن هذا ربما هو سر نجاحه الباهر باكتساح (أوروبا) بمجموعة تعاليم واقوال عائمة عن المحبة والقرب من الله وغفران الخطايا والاستناد إلى معجزات نسجت على عجل عن تحول الماء إلى نبيذ وإطعام خمسة الآف جائع من رغيف خبز واحد. جعلت الامبراطور الروماني “اوغسطين” يترك الهيلنستية. ويجعل من المسيحية الدين الرسمي للامبراطورية بلحظة اغواء عاطفي جعلت نصف سكان العالم مسيحيين دفعة واحدة.

– مع أن اليهود ومن قبلهم الزردشتيون كانو ينتظرون المخلص والفادي الممسوح بالزيت ..تماماً مثلما ننتظر اليوم المهدي والحاكم بأمره وإمام الزمان ليرفع الظلم ويكسر شوكة الظالم. إلاّ أن الدكتاتورية المتحالفة مع المؤسسة الدينية كفيلة بقتله والتنكيل به على الملأ. وهو ما فعلته كل الأنظمة الاستبدادية – وتفعله – كمهنة ثابتة لها وشرط موضوعي لبقائها.

بالنهاية ..نقلل من شأن المسيح عندما نصفه بالنبي او الرسول.
عمانوئيل كان أهم وأكبر. كان ببساطة ثائر.
ثائر سوري خرج يطالب بالحرية ويريد اسقاط النظام

عن سامر المصفي

سامر المصفي
مدوّن سوري - كتّاب دحنون

6 تعليقات

  1. هذه قراءة تاريخية وليست قراءة دينية….ولم يعنَ التاريخ يوما بالمقدسات…كما انه ليس مطلوبا” التعامل مع النص بخلفية ايمانية بحال من الاحوال…في التاريخ المرجعية للعقل…بعكس الدين..حيث المرجعية للنص…ولكلٍ ان يختار مرجعيته

  2. نريد توثيق تاريخي اوسع عن المقاله اعلاه لانه يمس صميم الديانه المسيحيه وهذا شئ غير مقبول

  3. للمزيد حول النص وخلفيته التاريخيه يرجى الاحاله الى الدكتور يوسف زيدان واعماله بشكل عام وبالاخص رواية عزازيل. النص يطابق بخلفيته التاريخيه الرواية المشار اليها. المسيحية كديانه وكتاب واحد لم تظهر الا بعد 325 سنه من وفاة المسيح بعد عقد المجمع الكنسي الثالث سنه 325 م في انطاكيه وبعد ذلك تم اخفاء كل الاناجيل الاخري وحوكم مقتنوها بالكفر والزندقه وكل من خالف تعاليم المجمع الكنسي هذا حرق وصلب ونفي,,,,,, يقول يسوف زيدان ان ماقتل من المسيحين بيد المسيحين اضعاف اضعاف ماقتل منهم بايدي الاخرين…
    وشكرا

  4. دحنون

    هي قراءة مختلفة للتاريخ ومحاولة لرفع المقدس عن الحدث.
    المسيح لم يكن مواطنا يهوديا كفر بالعهد القديم كما تصوره الرواية التوراتية والتي اعتمدها التاريخ الاسلامي ومن بعده التاريخ العربي.
    النص مقاربة نقدية لمواطن كانت ارضه محتلة سياسيا ودينيا بتحالف روماني عسكري ويهودي كهنوتي مارس الاضطهاد والاستعلاء على الشعب. والمسيح اوعمانوئيل هو واحد من الذين ثاروا ضد هذا الاستبداد.
    هذا هو الفرق، ان لايكون يهوديا وان لا يكون اسمه يسوع

    “سامر المصفي” *

    * ننقل هنا رد الكاتب كما وردنا

  5. هل هذه قصة واقعية ام خيالية …هل توجد مصادر يمكن الاشارة اليها ..؟