خليل حسان، رويترزمجموعة ارهابية كارهة لاسرائيل وفي الوقت نفسه مشارك في الحكومة ومؤسسة اجتماعية في لبنان. الاتحاد الاوروبي في حيرة حول كيفية التعامل مع المليشيا الشيعية حزب الله
ترجمها عن الالمانية رامي ابو جمرة
صدرت على تاجيسشبيجيل
٢٢ شباط (فبراير) ٢٠١٣ .
في رسالة مختصرة ومهذبة ولكنها ذات محتوى واضح يكتب رونالد لاودر وهو رئيس مؤتمر اليهود العالمي متوجها في عشر جمل الى المستشارة الالمانية انجيلا ميركل. يُذكر لاودر ان صوفيا لديها دلائل واضحة ان اسلاميين من حزب الله مسؤولون عن عن الهجوم الارهابي في حزيران (يوليو) 2012 في بورجاس في بلغاريا. هذه هي المرة الاولى التي تقوم فيها هذه الميليشيات الشيعية بقتل بشر على اراض اوروبية. ينبه لاودر الى ان هذه المنظمة التي انشأتها ايران مدرجة على قوائم الارهاب في دول كثيرة في العالم ويسأل المستشارة بوضوح ان كان لدى الحكومة الالمانية نية لادراج حزب الله على قائمة ارهاب الاتحاد الاوروبي. رغم مرور اسبوعين لا جواب من المستشارية. وكذا باقي الـ26 دولة واللذين تلقوا كتابا مشابها ما زالوا صامتين. ولا عجب. هذا السؤال شائك ولا اجماع على جوابه، ان كان على مستوى الحكومة الالمانية او الاتحاد الاوروبي. المعارضون يتعللون بان بلغاريا لم تقدم دلائل دامغة وفي السر اشاعات ان الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل يضغطون على صوفيا. كما ان هذه القائمة ذات معنى رمزي وحسب. اما داعمو وضع الحزب على قائمة الارهاب فيؤكدون الصفة الارهابية لحزب الله (وهنا يتم ترجمة الاسم الى معناه في الالمانية، اما العادة فابقاؤه في لفظه العربي (Hisbollah) وانه يجب دمغه ووضع علامة فارقة (في الموقف الاوروبي).
في وزارة الخارجية في برلين يتم الرد بدبلوماسية معهودة “من المهم ان تقدم الحكومة البلغارية تقييمها للاحداث بسرعة حتى يتمكن الاتحاد الاوروبي من اخذ قرار سريع. في حال كان هناك علاقة لحزب الله فلن يبقى الموضوع بدون عواقب”. فيليب ميسفيلدر، المتحدث باسم الجناح اليميني للبرلمان (الحزب الديمقراطي المسيحي، حزب المستشارة)، يرجو عواقب واضحة للهجوم. فهو مقتنع بخطورة حزب الله من زمان ويلح ان تدرج هذه الميليشيا على قائمة الارهاب. كما ان ميسفيلدر مقتنع ان هذه المليشيا، اضافة لطابعها الارهابي، تضعف استقرار لبنان وتفرغ الدولة من محتواها. ويقول ميسفيلدر ان ضم حزب الله الى قائمة الارهاب يساعد في التحكم اكثر في تدفق المال اليه وربما منعه.
جيرزي مونتاج، المتحدث باسم الخضر، اكثر انكفاءاً في رأيه ويعتقد ان كل النقاش هو ذر للرماد في العيون. فحتى لو تم تصنيف الميليشيا كارهابية فان هذا لن يساعد الا في تجميد بعض الارصدة، اذا كان في الامكان كشفها اصلا، وهذا ليس اسلوبا فعالا لمحاربة الارهاب. الاهم هو ملاحقة المجرمين ومن يدعمهم قانونيا وهذا ممكن بالاعتماد على عشرات القوانين الموجودة حاليا. رئيس المجموعة البرلمانية الالمانية-الاسرائيلية يؤكد ومعه اخرون في البرلمان الالماني ان هذه المنظمة الشيعية ثنائية الجنس. فمن جهة هي حزب منتخب في لبنان ولها ممثلون في الحكومة، كما لا يجوز اهمال ان حزب الله خصوصا في جنوب لبنان منظمة اجتماعية تساعد الناس في حياتهم اليومية. هذا الجزء من حزب الله (مرة اخرى ترجمة حرفية لاسم الحزب) لا يجوز ان يُضم الى قائمة الارهاب. ومن جهة اخرى لا شك انه هذه المجموعة لها ذراع عسكري عدائي وهجومي وهدفه افناء اسرائيل ووضع هذا الجزء على قائمة الارهاب صحيح من حيث المبدأ.
لكن حتى التوافق على هذا الجزء الصغير غير ممكن في الاتحاد الاوروبي. عندما اجتمع وزراء الخارجية منذ بضعة ايام في بروكسل لم يتم التطرق الى هذا الموضوع كما ان الحكومة البلغارية لم تقدم اي طلب في هذا الصدد. حتى يوضع الحزب على قائمة الارهاب لا بد من موافقة الـ27 حكومة مجتمعة. وهذا امر غير وارد حاليا. فقط هولاندا تعتبر المجموعة الشيعية ارهابية بشكل رسمي. عدد اخر من البلدان كفرنسا وايطاليا وقبرص ومالطا يرفضون. كذلك رفض وحذر وزير خارجية اللوكسمبورج جان اسلبورن في لقاء مع تاجيسشبيجيل وقال “لا بد من ادلة لا تحتمل التقويل والمناقشة حتى نضع المنظمة على هذه القائمة. في حال وضع حزب الله كمنظمة ارهابية فاننا نخاطر بالاستقرار في لبنان كونها مشاركة في الحكومة”. رونالد لاودر يعتبر هذه الحجج غير منطقية. فلن يؤدي منع الحزب في اوروبة الى تقلقل لبنان، فهو من زمان يقلقله اساسا. ويقول رئيس المؤتمر اليهودي ان هذا لن يؤدي الى جعل اوروبة هدفا للمقاتلين المدججين بالسلاح، فهذا حصل فعلا في الهجوم في بورجاس. كما انه يشدد على الاتحاد الاوروبي يجب ان يتخلى عن المماطلة وان يضم حزب الله الى قائمة المنظمات الارهابية الممنوعة بسرعة لان الكفاح ضد الارهاب يجب ان يكون مدعوما من كل الدول حتى ينجح.
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.