الصفحة الرئيسية / نصوص / رأي / البيضا – يا سود الوجود

البيضا – يا سود الوجود

سامر المصفي

 

مع كل صورة جديدة تأتي من بانياس. تأخذ شهيقا وتنسى ان تزفره.. مجموعة من الاجساد المتفحمة هنا، طفلة هناك في غرفة النوم تخبىء وجهها بيديها لعل قاتلها لا يراها.. وفي حفرة ما تجمع خليط من الاجساد لاطفال ونساء وشباب.. مثقبة اجسادهم بآلاف الطلقات.. بالأمس مجموعة تتوسد دماءها على الطرقات والمفارق، تلك التي يمرون عليها كل يوم…. كأنهم استيقظوا في الصباح ..غسلوا وجوههم. ثم ارتدوا ثيابهم .وذهب كلٌ إلى مجزرته..

فقراء…. فقراء. فقراء …
ليس ذنبهم الوحيد انهم سنة..
بل سنة وفقراء..

لو حدثت هذه المقتلة في (ابو رمانة).. لتزلزل العالم…
لو كانوا فقط مسيحيين..لذهب هولاند ب(الكلسون) إلى الاليزيه…
لكنكم يا اهلي في البيضا. ورأس النبع سنة وفقراء..
لا احد يحزن عليكم
فهناك من هم مشغولون باحصاء عددكم… للحفاظ على المهنية…
و اخرون يفتشون في ثيابكم الداخلية عن اسلحة ولحى شيشانية..
ودزينتين من الصحابة ودروع الاسلام يتقاتلون الآن على ابار النفط. هناك في الشرق ..
والوية اخرى اسماؤها كفيلة. بفتح الاندلس مشغولة بيبع المخطوفين إلى اهاليهم..
وانتم….
يا ويلي عليكم…
يا ويلي. عليكم..
فقط موتوا…
فقراء كما انتم..

 

عن سامر المصفي

سامر المصفي
مدوّن سوري - كتّاب دحنون