الإنسان السنّي وأصل الأنواع
نعم: إنّ مسلمي السنة في العالم أخوة، ويفترض أن يكونوا في تراحمهم وتعاضدهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضوٌ، تداعى له باقي الجسد بالسهر والحمى.
لكن الحقيقة، ( السنّة ) نخب وأنواع وأعضاء مختلفة، بعضها مهم وبعضها قليل الأهمية بالنسبة للجسد.
أسنان “السنة” ليسوا كأسنان المشط. أهل السنّة على ما يبدو طبقاتٌ وزمرُ دمٍ مختلفة؟
فهناك السنّي الفاخر مثل سنّة الخليج، لا أعرف تحديدهم كأعضاء في الجسد، ولكنهم حتما في المنطقة البطنية، القابلة للامتلاء السريع، والتكرش والتكدس بالكولسترول. وهناك سنة نخب أول يعامل كرأس، أمثال رفيق الحريري، وهؤلاء غالبا أعضاء يحملون جوازت سفر دبلوماسية.
وهناك سنّة وسط وخواصر، هؤلاء يفزعون لبعضهم عندما تحدث أوجاع بالكلية أو تمتلئ المرارة بالصخور، مثل سنة باكستان وأفغانستان وبنغلادش.
وهناك سنّة أمميون ( مثل بوكو حرام، وشباب المجاهدين، وتنظيمات القاعدة في بلاد المغرب) هؤلاء العضو المفكر لديهم ليس الدماغ حتماً، مرتاحون كثيرا، إذا خربت معهم الحياة يحجزون مقعداً في الجنة يتكفل به حزام ناسف على الناشف.
وهناك سُنّة نخب عاشر مثل سُنّة بورما، غالبا هؤلاء ينظر إليهم باقي الأعضاء، كأنهم زائدة شحمية أو دودية، ربما لذلك، ما عمّا يتداعوا له بالسهر ولا عما يُدعي على الأوغاد البوذيين ( بالحمى )، فيقوم أتباع ألطف ديانة بالعالم، بجزرهم واستئصالهم من دون أن يشعر حتى الجسد بذلك، أو بالأحرى مشاعر الجسد بالفقدان لا تتعدى زعله على فقدان، تلك الجلدة الزائدة أعلى العضو السفلي الأهم، حين تتم عملية تطهير الجلدة، في عيادات ” صفّوري الحياة”!
وهناك بالطبع سنة سوريا وهؤلاء خارج التصنيف، فيمكن لأمّة السنة أن تنتفض بمظاهرات ترتج لها مدن العالم من أجل فيلم مسيء لرسول السنة، بينما عشرات أفلام الموت السورية لم تهزّ شعرة بمؤخرة الجسد.
سيبدو للتاريخ أن أهل السُنّة في سوريا غير باقي أهل السُنّة في العالم. نَخْبٌ غير مُنتخبٍ. صحيح أن الجميع يتعاطف معهم، وصحيح أن الأعضاء هبت غيرة وانتصاراً لبنات السنة في مخيمات اللّجوء، وذهب شباب النخب الأول للجهاد وتزوج بهن للستر عليهن، مثلما حصل لغيرة أهل السنة والجماعة للستر على نساء البوسنة. بينما تبقى نساء الصومال وونساء النجيبا في أثيبوبا ونساء روهنغيا في بورما بلا سترٍ، لأن زمر دمهنَّ السنيّة وأشكال أنوفهم لا تناسب مزاج المسلمين القادرين المنتشرين في بطاح العالم.
أخيراً هناك عضو سني اسمه القرضاوي، معدل ذكائه أعلى من معدل العرعور بشخطة، وأقل من ذكاء الشيخ الأسير بشختطين.. يعني الشيخ الأسير ما نزل بارك بشار الأسد من قبل، وتجالس وتسامر وتباحث ونصح، وزاد من وزنه على وليمته، صحيح صنعته وكالات النظام السوري، ولكن ليس في تاريخه ما يستوجب أن يستغفر الله عليه.
الشيخ القرضاوي، أيام زمان كان ربيباً لمن يسميهم اليوم “النصيرية”. وكان يسميهم نظام المقاومة، وكان حبيب قائدهم بشار، وصديقه، ومشاركاً في كل الدعوات والولائم، ومؤتمرات وحفلات الممانعة العجيبة.
ألا يعني هذا يا شيخ، أن التوبة تبدأ بالاستغفار، الاستغفار لربك جلّ وعلا والاعتذار من باقي الناس، على الأقل ممن حمّلوك أمانتهم ووقفوا على بابك لساعات وهم يعلمون “مونتك” على الدكتاتور، لربما حصلت منه على صفح لأحد أبنائهم المغيب في أقبيته.
لماذا لا يقوم الشيخ وأمثاله بالاعتذار ويقولون إنهم كانوا مضلّلّيِن وكاذبين، وإنهم ساهموا بتلميع صورة نظام الممانعة الذي تحول الآن في خطبهم إلى نظام الإجرام. ألا يعتذرون لمن نبّههم لسنوات أنه نظامٌ لا آمان له، وأن السُنّة الذين يخدمون فيه، ويستفيدون منه، بمنطق النسبة والتناسب، يكادوا أن يكونوا أكثر عدداً من النصيرية الكفرة. لماذا لم يفتِ صراحةً أن السّنة في جسد النظام، وهم حتى اليوم أكثرية النظام، هم الأشد خطراً من الملتين اللتين لا يتحرج الشيخ من تسميتهما علناً اليهود والنصارى، غير عابئ بفتنة ولا بتأجيجها. وأشد باساً من النصيريين نسبة إلى الداعية محمد بن نصير.
النظام يا رئيس منظمة الإسلام العالمي، نصب لكم فخّا طائفياً، لا يحتاج إلى كثير من التأمل لرؤيته، استخدم عمامة حسن نصر الله، صديقك القديم، ووريقات الدناءة المذهبية، وسيستخدم أكثر من ذلك ما دمت تمنحه الفرصة ليكون سيداً مطلقاً على الخراب، وهذا ديدنه وشأنه، أما أن تتحول أنت إلى بوقٍ طائفيٍ رخيص، فهذا لربما شأن الأمير الذي تجلس في ظلال رحمته.
النظام في سوريا ليس نصيرياً، يا شيخ، النظام هو كتلةٌ بشريةٌ من الأوغاد والعسكر، يحتل به أهلُ السنة المراكز ربما ليست المتقدمة ولكنها المراكز التي سينهار النظام فوراً إذا لم تكن موجودة.
“إحدى كتائب جيش النظام التي رفضت الاستسلام لجبهة النصرة في إدلب، على الرغم من تأكيدات أمير الجبهة المقاتلة هناك أن أحدا لن يمسّه سوء إذا استسلم، كان ردّها رصاصاً، وأغانٍ ودبكاتٍ وشربّ عرقٍ حتى موت الجميع، حوالي المئة ممن يهتفون لبشار الأسد. وبعد اقتحام الكتيبة فوجئ المجاهدون أن 95 من الضباط وصفّ الضباط والجنود ينتمون إلى أهل السّنة والجماعة، وأن بعض من حارب بشراسة إلى صف بشار، كان من القرى والمدن التي دمرها بشار!!”.
من تسميهم “النصيريين” لم يقوموا بأية مجزرة حتى في بعض القرّى السنية، في حمص نفسها وأدلب وحماة ؟ أتعرف لماذا يا شيخ؟
لأنها قرى ليست ثائرة على الظلم والاستبداد، النظام نفسه لم يرحم نصيرياً، ولا درزياً، ولا أقلوياً، إذا اشتبه مجرد اشتباه أنه ينتمي لثورة الحرية والكرامة.
بالمناسبة لماذا هناك صعوبةٌ وجوديةٌ على أي شيخ أو عقلٍ متشيّخ أن يقول هاتين الكلمتين، ثورةُ الحرية والكرامة، بل يسارع عقله الموجود بأي عضو فيه عدا دماغه، ليرفع عقيرته الندّابة بالنقيق والعقيق على أنها حرب أهل السنة مع النصيرية؟!
نعم أعطتْ طائفة النظام، بشكل عام الحاضن الصامت، لرواية النظام وسلوكياته، وأجرامه التبرير، ورويدا أصبح الساكت على الحق شيطانا أخرس، فأرعب الخوف بعض بشرها ، ولم يجد جلُّ يسارها أن له الصدر في مضافة الثورة فجعجعوا على هوامش هيئة التنسيق، وقام آمة مثقفي الطائفة، بسحب الشرعية عن الثورة. واصفين إياها بالتمرد القادم من إرث مادةٍ غير ثورية. وأغتنى بعض مجرميها من بيع أثاث وذهب ما نهبوه من المدن التي أبيحت لهم، وللحق، حاول بعضهم التحذير من مواجهة النظام، لأنهم كانوا يعرفون طبيعته، ودمويته، وتركيبته الإجرامية أكثر من البقية. نعم طائفة باتت تتحمل جزء من المسؤولية التاريخية لدم والإجرام، ولكن كم عدد أفرادها، لأضعهم الأن على الحائط معصوبي الأعيون، وأرشهم برشة برصاص الإدانة؟ وأحولهم من كائنات أخطر من اليهود والنصارى إلى كائنات ميتة. هل ستهمس لي السماء بالمباركة، الله يخلق العباد وأنا أبيدهم.
أراك يا شيخي متمنطقا سيفك، ترتجل وأنت على حصانك، قول أبا يزيد البسطامي، حين أفتى أن من يحج إلى مكة فهو كافر. فانتظر الحجاج، وملأ بئر زمززم بالجماجم. وهو يقول :
أنا في الله وفي الله أنا يخلقُ الخلق وأفنيهم أنا.
ويمكن أن نستطرد لوماً وتقريعاً عمّن سمّيتهم نصرية، وأتباعهم من الأقليات حتى صباح الغد، أيَّ غدٍ تشاء. لينط التساؤل المبهم، أمام الوجه مفغور الفم، النصيرية أخطر من النصارى (الأقباط) واليهود. على من يا فقيه كتاب الله يا حارس السنة أمجاد الأسنان يا خير بني السنة؟؟ أي مرجعية إقصاء تمثل، باسم مقصلة الاعتدال والوسطية؟
أتدري من هو الأخطر فعلا اليوم، إنه العقل المبروم برماً، والمخلوط خلطاً بخفّاق المواد الزنخة لتصنع منه مشاريب الموت.
يا قرضاوي العزيز، والله مانك فاهم الفرق بين مرجعيتك والبلوكة، تريدها ثورة ضد النصيرية، ربما ستتحول لذلك من ورائك أنت والاعضاء الذين يشبهونك، صحيح سنك له خرّاج ويجب أن تقتلعه وتعالجه لأنه يسبب الروائح الكريهة في الفم. أخ يا سنّي؟ وأمراض الفك (العلوي) تتمحور حول ثباته في الجمجمة، فتبدو المعضلة السورية تحتاج إلى طبيب أسنان يفهم باللثة والحشوات، وتقطيع العصب، ووضع جسور التقويم، وإجادة استخدام التخدير، وحفر أضراس العقل، أو مصلّح بوابير كاز بيده نكاشة ، لا أحد يعرف.
يا أيها العضو الذي لا ينام الليل إلا بعد أن يمرَّ على زوجاته، ويُفيهم حقَّهم الشرعي. ثم يقوم في الصباح مضعضاً ليقول: لو كان عمري يسمح لذهبت إلى القصير، ولكن هبوا أنتم أيها الأعضاء للقتال من أجل سنّة سوريا.
“يحرق أخت هالعمر يالي بيسمح لك بالزواج من (عشرينية مليئة بالطاقة ومكتظة بالهرومونات) ولا يسمح لك بالذهاب للشدِّ من عزيمة المجاهدين، ولو من باب رفع المعنويات. أيها السيد رئيس المحفل الإسلامي العالمي، والله الطريق الثاني أسهل عليك ويكبدك جهداً أقل. وجزاء الله عليه في حال الشهادة أكبر بكثير، وستحظى بجوار الأنبياء والصدّقيين وتحظى بتقديم برنامج الشريعة والآخرة على تلفزيون جزيرة الجنة.
آمين.
نتابع في المرويّات القادمة، الجانب الأخر لفقهاء اللطم والتشييع. ظهور المهدي في بلاد الشام. – ويتبعه فقهاء شيوخ العقل الموحدين ” الضروس” وكهان الكنيسة. حين يصلب العقل ويذهب الأب باولو لتحريره.
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.