أحمد سلمان خاص بدحنون
على النافذة قنّاص، لهيب الحّر يكويه، يستمع لأغانٍ هابطة، يتصبب العرق من جبينه يتبوّل في قارورة بلاستيكيّة، يحصي أنفاس الطرقات.
على الرصيف طفلٌ يستعدّ لعبور شارع تماس، على ظهره كيسٌ مليء بالعبوات الفارغة
على الحاجز جنديٌ ملّ الانتظار، يفكّر في قضاء إجازة مؤجّلة .
على الطريق دبّابة تزحف كسلحفاة، تأكل إسفلت الشوارع، و أيام العطل.
في السماء طائرةٌ كعربة بابا نويل توزع الهدايا على الأطفال.
لا شيءَ في الحرب و الحبّ عادل.
ما زالت العدسة تلتقط تفاصيل صغيرة للمشهد بزاوية حادّة تشير إلى ما هو أبعد مما موجود في الصورة تملأ رأسي بنباح كلاب ومئات المشاهد المكررة.
كيف يمكن أن نعيد للبلاد سيرة الحياة الطبيعيّة من جديد؟ قلتُ في نفسي.
صوت في داخلي: إبادة إبادة.
صوت آخر: يجب أن يكون هناك ما يشبه الصفح والغفران.
صوت ثالث: عبث عبث.
كواجب كريه أمارسه بقرفٍ أتابع رسم المشهد
أيّة حياةٍ هذه التي تتناسل كنبات شيطانيّ من جيوب منتفخةٍ بالمال تفوح منها رائحة العفن.
حبيبتي التي كذبت عليها ،ظنّتْ أنّها لقّنتني درساً عندما قالت: “عليك أن تتذكر و أنت تقصّ عليّ النهاية ما قلته في بداية الحكاية ” وتابعتْ كمن يكتسح مربعاً أمنيّاً: ” الخيانة تستقرُ تحت جلودكم أنتم الرجال “. ثمّ أدارت ظهرها لي و نامت، دون أن أهتم
يجتاحني و البلادَ جنون القتل و كأنّه أصبح من مفردات الحياة اليوميّة المعتادة وكأنّ البلاد تحوّلت لمسلخٍ بلا حدود.
وتحوّل القتل إلى ما يشبه ممارسة الجنس مع امرأة لا تُقاوم، سيكون هناك قتلٌ كثير،
شهوة القتل تدفع للخروج ليلاً، ولن تنتظر حتى الصباح… فقط لتقتل!.
كما لو أنّ السماء انقلبت علينا.
وحدهم الطغاة والشعراء يشعرون بالسعادة زمن الحرب؛ إذ تصبح الحياة أكثر إثارة ودراما ، لذا أفكر بالانتحار على طريقة المبدعين – ولستُ منهم – لأعلن احتجاجي على ما يحدث بطريقة مدوّية، كما فعل الروائي الياباني ” ميشيما ” الذي خشي على اليابان من الانصياع لأمريكا – التي أقسمت على الدفاع عنّا حتى آخر قطرة من نفطنا – فانتحر على طريقة الساموراي فشكّل انتحاره لحظة الخلاص و إعلان انتصاره على كل الهزائم.
أفكر في الانتحار ويؤلمني فراق حبيبتي رغم أنها تحبني و أحبّها
و “يحبّ ناقتها بعيري ” على عادات الأمجاد الغابرة التي كذبوا علينا بها.
أفكر بالانتحار وأتعبتني الغيرة حتّى أني وقعت في كمين مُحكم لا خلاص منه.
لا أريد أن يكون انتحاري لغزاً / بل حادثاً بسيطاً كحدث عابر في نشرات الأخبار الموجزة.
أريد للمواعيد المعلّقة على حبل الغسيل أن تقطر دماً.
أريد أن أثبت أنّ ما اتّصف به من حماقةٍ وعاطفةٍ جيّاشةٍ وسرعة ٍفي التعامل مع الأحداث سببُ كثيرٍ من مصائبي.
أريد أن احتفظ برأسي فارغاً كطبل، وعندما يفقد الكلّ عقولهم، أثقبه، اقطعه،
أرميه للكلاب لتأكله، لتتناثر المشاهد منه كطيور تبحث عن خلاصها:
القنّاص يستبدل القارورة بأخرى .
الطفل لن يعبر الشارع مرة أخرى.
الجندي ذهب في إجازة طويلة.
الدبّابة استبدلت بأخرى.
الطائرة مازلت في السماء.
و أنا مازلت أفكر في الانتحار.
على الرصيف طفلٌ يستعدّ لعبور شارع تماس، على ظهره كيسٌ مليء بالعبوات الفارغة
على الحاجز جنديٌ ملّ الانتظار، يفكّر في قضاء إجازة مؤجّلة .
على الطريق دبّابة تزحف كسلحفاة، تأكل إسفلت الشوارع، و أيام العطل.
في السماء طائرةٌ كعربة بابا نويل توزع الهدايا على الأطفال.
لا شيءَ في الحرب و الحبّ عادل.
ما زالت العدسة تلتقط تفاصيل صغيرة للمشهد بزاوية حادّة تشير إلى ما هو أبعد مما موجود في الصورة تملأ رأسي بنباح كلاب ومئات المشاهد المكررة.
كيف يمكن أن نعيد للبلاد سيرة الحياة الطبيعيّة من جديد؟ قلتُ في نفسي.
صوت في داخلي: إبادة إبادة.
صوت آخر: يجب أن يكون هناك ما يشبه الصفح والغفران.
صوت ثالث: عبث عبث.
كواجب كريه أمارسه بقرفٍ أتابع رسم المشهد
أيّة حياةٍ هذه التي تتناسل كنبات شيطانيّ من جيوب منتفخةٍ بالمال تفوح منها رائحة العفن.
حبيبتي التي كذبت عليها ،ظنّتْ أنّها لقّنتني درساً عندما قالت: “عليك أن تتذكر و أنت تقصّ عليّ النهاية ما قلته في بداية الحكاية ” وتابعتْ كمن يكتسح مربعاً أمنيّاً: ” الخيانة تستقرُ تحت جلودكم أنتم الرجال “. ثمّ أدارت ظهرها لي و نامت، دون أن أهتم
يجتاحني و البلادَ جنون القتل و كأنّه أصبح من مفردات الحياة اليوميّة المعتادة وكأنّ البلاد تحوّلت لمسلخٍ بلا حدود.
وتحوّل القتل إلى ما يشبه ممارسة الجنس مع امرأة لا تُقاوم، سيكون هناك قتلٌ كثير،
شهوة القتل تدفع للخروج ليلاً، ولن تنتظر حتى الصباح… فقط لتقتل!.
كما لو أنّ السماء انقلبت علينا.
وحدهم الطغاة والشعراء يشعرون بالسعادة زمن الحرب؛ إذ تصبح الحياة أكثر إثارة ودراما ، لذا أفكر بالانتحار على طريقة المبدعين – ولستُ منهم – لأعلن احتجاجي على ما يحدث بطريقة مدوّية، كما فعل الروائي الياباني ” ميشيما ” الذي خشي على اليابان من الانصياع لأمريكا – التي أقسمت على الدفاع عنّا حتى آخر قطرة من نفطنا – فانتحر على طريقة الساموراي فشكّل انتحاره لحظة الخلاص و إعلان انتصاره على كل الهزائم.
أفكر في الانتحار ويؤلمني فراق حبيبتي رغم أنها تحبني و أحبّها
و “يحبّ ناقتها بعيري ” على عادات الأمجاد الغابرة التي كذبوا علينا بها.
أفكر بالانتحار وأتعبتني الغيرة حتّى أني وقعت في كمين مُحكم لا خلاص منه.
لا أريد أن يكون انتحاري لغزاً / بل حادثاً بسيطاً كحدث عابر في نشرات الأخبار الموجزة.
أريد للمواعيد المعلّقة على حبل الغسيل أن تقطر دماً.
أريد أن أثبت أنّ ما اتّصف به من حماقةٍ وعاطفةٍ جيّاشةٍ وسرعة ٍفي التعامل مع الأحداث سببُ كثيرٍ من مصائبي.
أريد أن احتفظ برأسي فارغاً كطبل، وعندما يفقد الكلّ عقولهم، أثقبه، اقطعه،
أرميه للكلاب لتأكله، لتتناثر المشاهد منه كطيور تبحث عن خلاصها:
القنّاص يستبدل القارورة بأخرى .
الطفل لن يعبر الشارع مرة أخرى.
الجندي ذهب في إجازة طويلة.
الدبّابة استبدلت بأخرى.
الطائرة مازلت في السماء.
و أنا مازلت أفكر في الانتحار.
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.