الغرفة الأولى: أجلـس فيها “أنـــا ” والمُستَنسَـخون عنّــي “الثوار الفيسبوكيون”، أسبُّ وأستنكر، أدين وأعارض بشدة.
أتـرقب بهلفةٍ ظهور “إشعار جديد” يحمـل توقيـعاً أنثويّــاً
الغرفة الثانية: يعلــو فيها صوتُ الكؤوس وهي تُقـرع. الوجوه الثملة لم تعد تبصر من النافذة أضـواء “اسطنبول”، يرددّ أحـدُهم نصـفَ ثمل: “الشعب السوري أمانة في أعناقنا، نحن وكل أعضاء الإئتلاف”
الغرفة الثالثة: منهم من تعلـوا أكتافـه الرتب والكُـلّ يعلـوه الهلــع – الكل يبحث عن “حل يدير به الأزمة” – يضرب “الهيدماستر” الطاولة بعنف: “بـدنا نبيدهم”
الغرفة الرابعة: هي الغرفة الأصغر “متر بمتر و 75 سنتي”. كان فاقداً للوعي في ظلامها الدّامس. أنفاسه متسارعة والزبد يتساقط من فمه. على الرغم من أنه لا يعرف وجه جلاده، إلا أن كلماته لازالت عالقة بأذنيه “ما بدك تعترف يا عرصـا !!!”
الغرفة الخامسة: أسندَ ظهرهُ إلى الجدار ثم تنهّــد. شكر الله فأمه سمعت صوته اليوم بعد شهر من اختطافــه .. انتهى دوره بأن أخبرها أنه “حيّ ” . تتمة المكالمة وتفاصيل الفدية تحددها ” الجهة المجهولة ”
الغرفة السادسة: يصحـوا من غيبوبته فجـأة. أكياس دم و سيرومات ووووو. الوجه الجميل بالرداء الأبيض يسارع نحوه: “الحمد لله ع السلامة”.
ربما سيتكرر مشهد العناية اليومي بشكل دائم بعد أن أفقدته القذيفة ساقيه.
الغرفة السابعة: لقب “غرفـة” قد يكون فخريّـــاً هنا، حيث الكل مختبئ في رحـم الخيمة البالية يتقي حـرّ الشمس.
الطفل الصغير يحلم أن يعثـر في “سلة” هذا الأسبوع على قطعة من الشوكولا بينما يتمتم الأخ الأكبر “المــوت ولا الزعتــري”
الغرفة الثامنة: فيها عشيقٌ يضاجـع عشيقته. اليوم هي راضيةٌ لأن أحدا لم يرها وهي تدخل بيتــه. وهو راضٍ لأنها ارتدت “البروتيـل” المفضل لديــه. الأحمــر
الغرفة التاسعة: خاويةٌ على عروشها إلا من جُثـةٍ متفسخة تشتاق حيّـزاً من قبرٍ جماعي “كما اشتاق صاحبها أن يبقى هنا ليحيا في بيته ويموت فيه”.
وهذا ما حصل
الغرفة العاشرة: لِبنــةٌ من ذهب ولِـبنةٌ من فضة، لا حـرَّ فيها ولا قُــرّ، فيها مالا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر. جلس على عرشه الإستبرقي مُستبشراً بمن لم يلحقه من صحبه. نادته الملائكــة “ربــــحَ البيـــع، ربــــحَ البيـــع “… و الكثيــر من الغرف في بيتي السوري “العظيــم”.
الصورة: Manu Brabo © من مخيم اعزاز بحلب