هنالك من قال عني : ” عبود سعيد زبالة … زبالة ” . قالها وهو يضع قدمه اليسرى
فوق اليمنى ولا أعلم إذا كان يدخن أم لا . ربما كان يتّبع ما يُكتب على علبة
السجائر : ” التدخين ضار بالصحة ويسبب أمراض القلب والسرطان والشرايين ”
أوكي …الآن سأقول لكَ يا صديقي لمّ أنا زبالة !
اسمع هل تعرف النملة؟!
كنتُ عندما أرى نملة , أعذبها بسيجارة مشتعلة
وعندما أمسك ذبابة , أخلع جناحيها
وعندما أرى سيارة واقفة , أنفّس دواليبها
وعندما تنقطع الكهرباء , أضرب باب الجيران بحجرة وأهرب
وعندما أرى حماراً ضلّ الطريق إلي بيتنا , أحاول أن أنتزع زبّه
وعندما أجد في رأسي قملة , أضعها في رأس صديقي النظيف المرتب , مثلك
وعندما أرى مصباحاً مُضاءً في الشارع وفي بيتنا لا يوجد كهرباء , أكسره
وعندما تمرّ زميلتي في الجامعة من أمامي, أنظر إلى مؤخرتها, أبحث عن أثر ملابسها الداخلية
وعندما أسمع كلمة انسان أقول في سري : طز
\
صديقي لقد أصبت…
لطالما كنتُ مغرماً بالمزابل , تعجبني تلك الأكياس المكوّمة والمبعثرة و كم أتمنى
أن تأخذ وتغطي أكبر رقعة ممكنة من هذه الأرض القذرة .
هل تعلم يا صديقي أنني كنتُ أفرغ الحاويات من الأكياس و المعلبات وفوط النساء
وألقيها خارج الحاوية .
هل جربت أن تنام في حاوية يا صديقي؟!
جرّب يا صديقي جرّب , جرّب كل شيء حتى الخيانة , لا تكن السمكة الصغيرة التي تلتهما
حيتان الثقافة , فهم يخافون , جرب أنت أن تشتمهم .
الحياة عبارة عن تجريب يا صديقي .
اسمع دعنا نجرب قليلاً , تعال , أسمع :
جرب أن تقول للحكمة : رأيتكِ البارحة في الحلم
في السوق جرب أن تلحن نداءات الباعة
جرّب :
أن تقول للحياة : استعمليني استعمليني
أن تقول للكراهية :
Install
أن تعمل في منظمة الهلال الاحمر كشعور بالنقص
أن تكون حياتك هي الرسومات التي ينظر إليها حنظلة
أن تكتب على جدار بيت حبيبتكَ قصيدة لا يفهمها المارة ولا تزعج السلطات
أن تقول للحب :
EROR
أن تضع (أحبكِ) على زجاج السيارة الأمامي كـ مخالفة وقوف
أن تضع ( أحبكِ) على صدر راقصة في كازينو مثل قطعة نقود
أن تقف بينك وبين التي تحبها دبابة وكتاب سماوي
جرب أن تعاكس الحرية بمكالمة هاتفية : مرحبا أنا معجب
أن تكون الذبابة هي التي فتحت الاندلس!!!
أن يكون لديكَ جارة ونهر لا تعرف أين يصب
أن يرتدي ابو التيت ربطة عنق ويتكلم عن حقوق الانسان
أن يجلس السائق خلف الركاب
أن تبيع الغسالة لتشتري ثياب جديدة
أن تشتري سيرة ذاتية , أشتريها كبيرة , كبيرة جداً
أن تربط الشعر من قدميه على عربة حمار وتدور به في كل شوراع المدينة
أن تقول لنفسكَ : ” شِلح زنبقٍ أنا ”
ثم تأتي صديقتك تقول : أنت لست شلح زنبق , أنت حديد
و تأتي أخرى وتقول : أنت لست حديد , أنت برادة حديد
ثم تأتي أخرى وتقول : انت لست برادة حديد أنت دقيق قمح
وهكذا ………..
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.