الحياة تحت مظلة الفيزا السياحية

التأرجحُ بين الموت بهويةٍ عليها علاماتك الفارقة ورقمك الوطني الذي تحفظه عن ظهر قلب؛ ذلك لكثرة ما رسمته على محور عجلةِ معاملاتٍ بيروقراطيةٍ مصابةٍ بالتهاب المفاصل، وبين الحياةِ في عجلةٍ أخرىْ كفأرٍ جميل لا يملُّ من الركضِ وراءَ نهايةٍ ليسَ لها أي أثرْ.

التأرجحُ يصيبكَ بالانفصام.. لن تسألَ نفسك كيف وصلت الى هذا الجواب الزلق، إنما ستتلمس بأصابعك هذه الدائرة التي حاوطتكَ كما تفعل أنت ببكرةِ شريطٍ لاصقْ لتتحسسَ أثراً نافراً قد يفيدكَ في تعليقِ ملاحظاتك على لوح أسئلتك ليس أكثر.
كيف انفرد الموت بنا؟ ماذا لو أن الموت تزوج؟ لماذا هذه الحياة طويلةٌ جداً؟
ومتى ستأخذُ هذه الحياة فيزا سياحية، الى بلادٍ لا تحتفي بصورٍ تزينُ زاويتَها شريطةٌ سوداءْ بمزاجية مائعة على أغلب تقدير؟
أين نهاية العجلة و أين بدايتها؟
عندما أشاعوا مرة بأن الهويّة تحمل فوق رقمِها التسلسلي إشارةً خفيةْ للدلالةِ على طائفةِ صاحبها ,ركضتُ لأرى كيف صنفوني في عالم الاشارات الخفية وعندئذٍ ,اكتشفتُ بأن ليَّ أباً و أمًا و شرطتين مائلتين.
و للآن لم أعرف ما هي طائفتي, و للأمانة في حينها كنت أود لو كنت يتيم الاشارات إذ سمعت وقتذاك  بأن موتهُم مؤجل لأسبابٍ ماورائية متعلقة بمحاور العالم القديم …والله أعلم!
ذاك العالم المتخفي وراء بدلة مفبركة بيدٍ ماهرة  نسجتها من حرير الحرية الحمراء ونظمتها بقبعة الديمقراطية الأنيقة اذ أنها تصلح لأن تحييها حقيقةً بدلاً من أن ترتديها.
الأرجحةُ يا سيدي تأخذك الى أماكن لم تتخيلْ إنّك ستصلُها فقط لأنّ وزنكَ سبعين كيلو غرام.
الأرجوحة –كما عرفتها جاذبية نيوتن الحزينة – هي مقعدٌ خشبي من الجنة مرفوعةٌ بحبالٍ من جهنمْ؛ هذه معادلة تكفي لأن تضغط على رأسك و تتمنى أن تطيرَ بما يكفي قبل أن تسقطَ.
هيلا هوب هيلا هوب..

فرانك سيناترا حاولَ فعلَ كل شيءٍ لتكتملَ دائرةَ شهرته مثّل و أنتجَ و أخرجَ و غنّى, كان يقول رحمه الله :” يجب أن تفعل كل شيء لتأخذ كل شيء”.  .
سلفادور دالي أيضا رأى نفسه في كل شيء و في النهاية انعكس كل شيء عليه, فاحترقَ و ماتَ متأثراً بجراح تشظيه و شهرة شاربه التاريخية .
الحربُ تفعل ما يحلو لها فتصنعُ الأفلام و تضعُ أعجب السيناريوهات المحبوكة بل و تلعب بالاقتصاد و بالحجرة و بالمقص أيضاً؛ لذلك هي مشهورةُ .

هل سمعت يا عزيزي بحربٍ غير مشهورة ،كلامْ فارغ فالحرب المؤنثة تأخذ ما تشتهيه لأنها تعرف كيف تدوّخ هذا العالم المذكّر .
الحرب المؤنثة يا سادة لا تحبُّ أن تجتمعَ مع الحياةِ على مجزرة واحدة ، أنثيان لا يجتمعان على طاولة واحدة فالحياة التي تبحث عن الفرحِ تحلمٌ دوماً بفيزا على هامشِ رقتِها و عذريِتها و إلى حينِها ستجدُها تجري كفأرة في عجلةْ لا بداية لها و لا نهاية.