الصفحة الرئيسية / نصوص / نثريات / أنا سعيد لأني وائل قيس
مارلين مونرو

أنا سعيد لأني وائل قيس

اسمي وائل قيس
لستُ قصيراً، ولا طويلاً
حجمي مناسب إلى درجة القبول
وبشرتي السمراء تشبه الأراضي المغتصبة
عيناي صغيرتان، وجسدي مثل مكعبات الخرائط
داخل كل مكعب فجوة قناص.

اسمي وائل قيس
الذي كان من الممكن أن يكون بلال
انتمي إلى الجيل الأنيك
حفيد الجيل المنيك
جيل الوجبات السريعة، وآلات القهوة السريعة،
وفتيات القطارات السريعة
انتمي إلى الجيل الأنيك
جيل العادة السرية، والقُبل السرية،
وقصائد الغزل السرية
انتمي إلى الجيل الأنيك
جيل الساعات السويسرية، والوسائد الأمريكية
والإطارات الألمانية، والبلادة الإنكليزية
نعم، نعم انتمي إلى الجيل الأنيك
الجيل الذي يشبه علب السردين المستوردة
والذي دائماً يتذكر، ويتذكر دائماً
أنه ينسى أن يتذكر.

إذاً، ولأني وائل قيس
وفي منتصف عيني ستة وعشرون جرح، ومئة مجزرة
أحب البيرة المثلجة، والسجائر الفرنسية
وأن أركل جملة ضاحكة من فمي قبل أن أنهض
من الموت مردداً مع ابتسامة بهلوانية
أنا سعيد لأني وائل قيس.

ولأني وائل قيس
أحبُ فتاةً لا تعرف أني أحبها
تقرأ كلَّ يوم خمسة أسطرٍ من خمسة كتبٍ
وتشرب ربع فنجان نسكافيه
وتدخن كل يوم دزينةً ونصف من السجائر الخفيفة
وأعرفُ فتاة تنتمي إلى إحدى السلاسل الجبلية
تُحب الشاي، والتصوير، والورود الحمراء،
وأطواق الفضة، وأغاني «لويس أرمسترونغ»
طولها يُشبه بُعدها، أو أكثر بقليل
وفي منتصف حدقة عينيّها كأس شاي أبيض
ذات يومٍ أحضرت مقادير الشاي
ونسيت أن تحضر معها النار
وحين سافرت بقي النار معلقاً
على جناحي الطائرة.

ولأن اسمي وائل قيس
أحبُ “مارلين مونرو”
والحياة، والضحك، والأسنان البيضاء
والفرح، والحب، والعشاق
والأزهار، والحدائق، والمصانع،
والعمال، والفلاحين، والموظفين
والملاهي الليلية، والأغاني الصاخبة
والفتاة التي نالت منحة دراسية.

وأحبُّ الموت أيضاً
الموت الذي عليه أن يأتي
بالأبيض والأسود والأحمر.

عن وائل قيس

وائل قيس
مواليد دمشق 1987 له ديوان شعر قيد الطبع، مقيم في اسطنبول.