يظهر الفيديو سوريين يحاولون السباحة هرباً من الموت بعد إغراق قاربهم من قبل مهربين في الوقت الذي تتزايد فيه الدعوات لمساعدة اللاجئين الحقيقيين.
بقلم “ستيوارت رامسي”, كبير مراسلي سكاي نيوز.
ترجمة رباب القاق
تصل حالات وفاة المهاجرين غير الشرعيين في البحر الأبيض المتوسط إلى أرقام قياسية بسبب معرفة العصابات الإجرامية بخوف البلدان الأوروبية الشمالية الغنية- مثل بريطانيا- من معالجة موضوع الهجرة الدولية وذلك بسبب سياساتهم الداخلية.
في الوقت الذي يلتقي فيه الزعماء الأوروبيون هذا الأسبوع لمناقشة مطالب بلدان الخط الأمامي مثل مالطا من أجل المساعدة، حصلت سكاي نيوز على صور حصرية التقطت لمئات اللاجئين السوريين لحظة تركهم عائمين على سطح البحر يحاولون السباحة علهم ينجون بأرواحهم وذلك على بعد أكثر من 100 ميل عن الساحل.
بحسب دول البحر الأبيض المتوسط، فإن على الاتحاد الأوروبي أن يبذل مجهوداً أكبر وأن يتجاهل السياسات الداخلية من أجل مساعدة اللاجئين الحقيقيين. لا يوجد شيئاً أكثر رعباً من أن تكون على متن قارب مطاطي في مياه ثقيلة بعد هروبك من بلد مزقته الحرب وأنت منهك بشكل كامل. لكنه وضع طبيعي بالنسبة للاجئين والمهاجرين غير الشرعيين، فحياتهم مريعة أساساً. في حين تسعى كل من مالطا, إسبانيا و إيطاليا لمعالجة هذه المشكلة التي تحدث بشكل يومي.
النظام ليس مثالياً وصراحةً هم ليسوا على مستوى الحذر المستطاع لأنهم غير قادرين على مواجهة ما يحدث، تشكل هذه المسألة مشكلة دولية ضخمة مستمرة منذ سنوات ولكن لم يقم أحد حتى الآن بأي شيء مهم لإيقافها.
حصلت سكاي نيوز على مجموعة فيديوهات مهمة من الحكومة المالطية التي تظهر لأول مرة عملية الإنقاذ برمتها.
حيث تعرض القارب لإطلاق نار من قبل مسلحين ليبيين ما هم إلا مهربين لم يتم دفع أجرهتم، أدى ذلك إلى انقلاب القارب و غرقه بمن فيه في عرض البحر خلال بضع ساعات.
بمحض الصدفة، رأت طائرة مراقبة مالطية ما جرى وبدأت عملية الإنقاذ التي استمرت لعشرين ساعة؛ حيث قامت برمي طوق النجاة الذي كان بمثابة هدف للناس الباقين على قيد الحياة والذين بدؤوا بالسباحة بالعشرات محاولين الوصول إلى أي شيء يتمسكون به.
مر أكثر من ساعة وهم يسبحون في المياه قبل وصول قوارب النجاة حيث توفي العديد منهم في هذا الوقت، ثم قامت القوارب الدورية و القوارب السريعة بالتقاط الأحياء منهم من البحر. تمت هذه العملية كمجازفة مشتركة بين المالطيين و الأسطول الإيطالي.
بعدها تم نقل الرجال و النساء و الأطفال من القوارب المطاطية إلى الزوارق الدورية الآمنة، من بين الناجين فتاة صغيرة ووالدها ممسكين ببعضهم البعض، كانت قد توفت كل من أختيها التوأمين وكذلك أمها الحامل التي توفيت و هي تحاول انقاذ ابنتها.
يقف الناجون على متن سفينة الإنقاذ لتجف المياه عنهم غير مدركين ما حصل لهم، وكما هو الحال مع مثل هذه الكوارث؛ تتشتت الكثير من العائلات إلى الأبد خلال عملية الإنقاذ.
أما المهاجرون السوريون على الشاطئ، فتراهم ينتظرون في مركز الإحتجاز الأخبار عن ذويهم الذين اختفوا ببساطة، فيما كان هناك رجل يبكي بمرارة كتب على صندوق أحذية “أين اختفى ولدي الاثنين؟” يخبرنا المترجم أنه لا يعرف إذا هم أحياء أم أموات.
أتحدث لأحد الناجين وهو طبيب للحصول على مزيد من المعلومات، أسأله بهدوء: ماذا يفعل طبيب أطفال مثلك هنا؟ لماذا يجازف بالقيام بهذه الرحلة المرعبة؟”.
يجيب: “ليس لدينا خيار، وأنت تعرف ذلك. الوضع خطير جداً في سوريا ولذلك قررت أن أنتقل وعائلي إلى مكان آمن، لكن هذا الخيار كان أسوأ مما كنت أتخيل يوماً”.
أسأله إذا سيفعلها مرة أخرى وكان الجواب “نعم, لا يوجد لدينا خيار آخر”
هؤلاء ليسوا عمال أجانب خمولين يستجدون المساعدة …..إنهم “لاجئون” .