husam rabaha, حسام رباحية

حفاء

حازم العظمة

 

 

1
هنا مرةً شظايا مسننةٌ من حجرٍ حيٍ تناثرت من الشاحناتِ الكبيرة وحطّت بصخبٍ على الطريق السريعة… فراحت تصدر هديراً خشناً كلما مرّت عليها العجلات
ثم راحت تعيد نفس الهدير الخشنِ كلما دهستها العجلات السريعةُ، هكذا لشهور قبل أن تنغرس شيئاَ فشياً ومرةً بعد مرة في السطح الأسفلت فتثبتّت هناك ..
بعدها غاصت تماماً في نسيجِ الأسفلت الأسودِ الرمادي .. وصوتها تبدلَ ، من هديرٍ خشنٍ إلى هسيسٍ ما

2
فكرتَُ أن الإحتفاءَ لا بد يتصل بالحَفاءِ
(في الخلفية الجبالُ معلّقةً من زجاجِ الظهيرةِ .. و القبّراتُ)

… كأنْ ليُفرِحنَ الحفلَ الجميلاتُ كن يمضينَ في حَفاءٍ لذيذٍ …
أنهم حتى يحتفونَ ويحتفينَ كانوا لا بد يخلعون النعال

3
ثم أن حافياتٍ رحنَ يَدُرنَ بأباريق شرابٍ ملونٍ على السامرين في الظهيرةِ
أن حافياتٍ ، في الظهيرةِ ، عقدنَ الأثوابَ على الخصر يرششنَ المياه في الفِناء الحجرِ ويصخبنَ

4
أتبعكم .. مندهشاً من كم أنتم متأكّدون هكذا من كل شيءٍ
فيما أتردد ساعاتٍ وأياماً وأنا أُعمل الحدسَ بشيء ما تقولونهُ
وتمضون كأن لم تقولوا سوى ما كان هناك مكشوفاً … كأنه إبريقٌ على المائدة .. أو ناتئاً كعصفور على عمود الهاتفِ ..

5
بسيف الكفّ تنحّون أوراقاً كثيرة كانت هناك على المنبرِ
.. بعصبية وصخبٍ تَرجِعون بالكراسي التي تحتكُم .. تئنُ من جلوسكم عليها، تكادون أن ترفسوها وأنتم تنهضون

6
لننصتَ للعالَم إذن
لتنصتَ بأطرافكَ، بكفيكَ ، بحفاء قدميكَ ، بحفاء جلدكَ ، بالشعاعِ الخافت الذي يجتازكَ اجتيازَ الضوءِ آتياً من “سنتورس”

7
أو لنذهبَ ..
نقولُ سنذهبُ ..

8
بعد قليلٍ عُدنا

نعيدُ انحناءَ الجبالِ علينا

 

 

 

——-
الصورة: مقطع من تشكيل لحسام رباحية

عن دحنون

دحنون
منصة تشاركية تعنى بالكتابة والفنون البصرية والناس.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.