رسالة مواساة إلى حسن نصر الله

لا سلام على الطعام. أستطيع أن أبدأ بكل أريحية و أنت تأكل البقلاوة.

حسناً، هل أنت مسرور الآن؟. لقد دخل المقاومون الأشاوس إلى يبرود بعد عدة أسابيع من حصارها، مثلما دخلوا إلى القصير قبل ذلك. ما اخلتف في الدخولين أن الألعاب النارية كانت تفرقع مع الأعلام الصفراء الخارجة من نوافذ السيارات، والناس يتراكضون إلى جهات مجهولة.
يبدو أن مشاعر الفرح تزداد بوتيرة عالية في كل مرة أكثر من المرة التي سبقتها، و إنه لمما يسر الخاطر أن يكون النصر في المرة القادمة أكبر و أكثر أهمية، حتى تتدفق مشاعر الفرح إلى الحد الأقصى، الذي يخرج فيه تدفق الدم إلى الدماغ عن السيطرة.

دعنا نرى الأمور بعين أخرى، كنت ترسل الجنود إلى مدن سوريّة لمؤازرة النظام العاجز عن اقتحامها لوحده. تبين أن النظام عاجر إلى الحد الذي لا يسمح له بالسير في المقدمة و لا يخوله إعطاء الأوامر.
هاهي دفة المعركة بين يديك.

عندما تحاصرون مدينة فأنتم تطوقونها من كل الاتجاهات وتبدأون القصف العشوائي على البشر والحجر. يمر الوقت والطعام والأسلحة لا يتدفقان إلا بصعوبة. تراهن على الوقت حتى يستسلم الطرف الآخر. ويحدث ذلك لأن الظروف ليست ظروف حرب تقليدية. ولأن وزنكم أكثر ثقلا على ” الأبّينة جعّيصا” تبعا للدعم الذي تتقلونه.

لم يكن في خطة الطرف الآخر أن يقوم بالهجوم على مواقعكم واقتحامها، هدفه هو أن لا تقوموا باقتحام مواقعهم.
على ذلك فإن منعك من الدخول دقيقة هو انتصار فعلي في هذه الدقيقة. وقد كنت عاجزا عن الدخول لعدة أسابيع رغم أنك لم تكن تعاني شحا في الدخيرة.
لقد كانت الهزيمة رفيقتكم طيلة المدة التي كنتم عاجزين بها عن الدخول. رجالك الموسدون في الجرد كثيرون.
لم يدفع حزبكم فاتورة باهظة كهذه منذ ولادته.

أتفهم هذا الفرح الهستيري. لقد انتهت الأيام الأشد سواداً على التخوم، ستخف الأخبار الصاعقة في آخر كل مساء عن أعداد الجنود الصرعى، سترتخي الوجوه العابسة التي كانت تقوم بتقليب الحسابات. كنت فزعا من أن تتكسر ألواحك في هذا النهر.

إذا هو ليس فرحاً بالنصر المؤزر بقدر ماهو اندفاع لاواعي بعد أن ابتعد الكابوس بعض الشيء.
أتفهم ذلك، السكّر الموجود في البقلاوة جيد في مثل هذه الحالات.