سأقص عقارب الساعة
حتى لا ينمو الوقت في غيابي،
مواد البناء تنفد في الحديقة،
والجدران التي يبنونها حول قلبي،
تعلو بلاطة فوق أخرى،
ريثما أفيق سينتهون من دفني تماماً.
جميع العشاق في الطوابق العلوية،
يرمون برسائلهم عليَّ،
سأكومها وأحرقها لأجل قليل من الدفء.
الذكريات أسرّة جنود،
مصفوفة في صدري،
كلّما أطفأ الله ضوء الثكنة،
يمشي من بقي حياً منهم في نومي.
الهاتف،
وجرس الباب،
النافذة والشمس،
الرجل الذي يحضر الماء،
الموظفون والموظفات،
التلاميذ والشعارات،
العيادات والمشافي،
الحدائق والمقابر،
أصوات آلات الغسيل، والمكانس،
والتلفاز، والسيارات،
تسقط على رأسي مثل منتحرين،
وتدق، تدق، تدق.
حبيبي يقول: خذي قلبي،
والطبيب يعطيني قطعة شوكولا
ويبتسم
لأطمئن للدواء الجديد،
و أنا
أغفو، وأغفو، وأغفو
“الوقت اللعين ينمو في غيابنا جميعاً”
أقول للطبيب.
“حتى سائق التاكسي الأسيوي،
يلف في المدينة ثلاثين سنة،
لينسى أنه لا يعرف
ملامح آخر طفل ولد في غيابه،
وجاري المسافر الفلبيني،
اغرورق بالخجل طوال الرحلة،
احتار كيف يشكرني
لأني سمحت له بمقاسمتي المقعد،
حدّثني كيف يتخيل الوحدة سمكة فيصطادها،
وحين سألته: ألديك حبيبة هناك؟
ارتجف.
والشاعر الذي التقيتُه بالأمس،
شفتاه يابستان،
لا أثر لقبلة عليهما،
ويداه لم تسعفاه إلا بسحب مناديل الورق،
ليمسح مدينته كلما سالت من عينيه”
يبتسم الطبيب ويعطيني قطعة شوكولا أخرى.
الوقت لا يمر
ربما عليَّ حقاً أن أفيق
ربما ينتظرونني في الخارج
لأساعد في دفن الجثث
ربما لو فتحت عيناً واحدة فقط
سأخدع الجميع
ويمر الوقت
ربما.
الصورة: ndreas Kauppi
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.