اعطني سببا وجيها لبعض هذا الموت الذي تراه وسأفقأ عينكَ بهدفٍ نبيلٍ لكل هذه الحياة الشفافة.
(1)
“اعزفْ على وترك الحساس قبل ان يعزف الاخرون”
استرخِ و أنتَ تنقر بالفأرة التي تلعبُ في عُبك على صور البلد التي لم تعد تعرفك حتى وإن حلفت بأعلى صوتك بأنك حبييبها ..
لن يصدقك أحد، لن يعذرك أحد ولن يتذكرك البلد .
(2)
“عندما تصلُ مدينتكَ الجديدة إليك”
– أنت لرجولة متأصلة فيك لن ترضى بالاعتراف بأنكَ طرقت بابها وتنازلت إليها –
تعايش معها و إن اعتبرتها زوجة أبيك هذه التي ستكشفُ لك عن مفاتنها في الوقت الذي ينشغل عنكما الجميع.
المهم يا طويل العمر و الصبر و قصير الحيلة
عندما تصل مدينتكَ الجديدة إليك, بكل ما فيكَ من أدبٍ متبقي لم تُفجره الأخبار المتتالية اركضْ إليها وعيونكَ في الأرض واغرقْ في صدرها كأنه دفء عرفته يوما ما ..
إنْ لم ينتبه أحد اقرصْ خدها كنوعٍ من الغفران السابق لأوانه لأنها ستذيقك مما لديها من عذب وعذاب، وأنت لرجولة متأصلة فيك ستطلب المزيد..
استرخِ وأنتَ تستمع إلى الأناس الذين يلعنونك بلغات ولهجات جديدة، خذها بمحبة كنغمة اوبرالية يخيل لك بأنها تنسدل عليك من السماء واعطهم من جعبتك ابتسامة رتبت احداثياتها طويلا خلف الكواليس، اعطهم كل ما في بعضك من قصص مفبركة.
انتَ في النهاية حيوان فبركته الفلسفةُ فصرتَ تُرى انسانا مكتمل الخشونة.
(3)
“يا طويل العمر”
المنطقة الأحب إلى قلبك في مدينتك الجديدة تلك التي جعلتها في وعيك تشبه منطقة أخرى في بلدك لن تعطيك الشعور نفْسه بالأمان أو الشعور نفْسه بالثقة أو الشعور نفْسه بالانتماء, حتى الخوف هنا لا نَفَسَ فيه ليشبه الخوف .
(4)
“اذهبْ إلى أحلامك ”
خذْ معك كل الحذر المتكوم في زوايا الغرفة الغرفة التي لسعك البرد فيها ذات ليل فقفزت كالمجنون تهرول جيئة وذهابا تعد كم شبرا طولها وعرضها وتخمن عدد اللعنات التي تحتاجها لتشتعل بحماوة حنقك.
قبل أن تذهبْ، أعطني سببا لكل هذا الكلام لأعطيكَ طعما مناسبا لبعض ذاك الصمت.
(5)
“بتشابه مبتذل لحكاية قديمة ”
هكذا يمكن أن تبرر تناثر أخطائك هنا وهناك فأنت تتعمد الأخطاء
أنت تحاولُ أن تترك أثرا للعودة إلى البيت
في المدينة تلك ارتكبت فداحة في الحب و في المدينة الأخرى ارتكبت فداحة في الحنين .
هل نسيت أنك في لحظة ما شعرت بدفء زوجة أبيك ؟!
لا بد و نك ستجد سببا للعيش كيفما اتفقتْ فوق الخطى خطاياك ..
وإذ استمر بك الخطو عرج علينا,دعنا نراكَ يوما بدلا من الاستماع الى قصصك من البعيد..تعال و اقترف بحقنا حضورا واحدا على الأقل
(6)
“سالفةُ الموت”
إنْ لم تقترف خيانة بعد فأنتَ لم تولد بعد لأنَّ خيانتك الأولى – ولادتك/حياتك – كانت بحق الموت وإلا لماذا يلاحقكَ منذ الشهقة الأولى وأنت تشتمُ الموت من خلف ظهر الحياة… ونِعمَ الرجال انت!
(7)
“سالفة ثانية للموت ”
مفتتُ الكبد و الخاطر هذا الموت كله مذْ افلتَ منه شعاع عينيك الأول وأنت لرجولةٍ متأصلة فيكَ رددتَ ثأر الموت عليه بفديةٍ دلفتَ الى الحياة وأنتَ تلوح بأنك ستدفعها لاحقا .
هل تستحق رجولتك كل هذا العناد المكلف ؟!
أعطني أسبابا جميلة لأخطاء حياة طويلة جدا و أعدك بأنك ستقيس هذه الحياة بالأخطاء و الأخطاء فقط
اعطني اي شيء يا طويل العمر, لو لم أكن مضطرا لما طلبتُ منك شيئا برغم أني لا أراك..
الصورة: مجد كردية
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.