وداد نبي
لي وجهُ
امرأةٍ مزارعة بحقول القطن
في إثيوبيا بالقرن التاسع عشر
لا ابتسامة غامضة كموناليزا
ترتسمُ على شفاهي
لا أغنّي بصوتٍ دافئ
كلارا فابيان وهي تصرخ:
Je Suis Malade
لا أجيدُ الطبخ.. والحياكة
ويمكن أن أكسر عشرين صحناً
وبلاداً من العشاق بلحظة غضبٍ
لا أجيدُ الإغواء مثل نيكول كيدمان
ورغمها يحبّني عشرون رجلا ً
لا أصفع رجالَ البوليس
حينما يضعون الغرامات على سيارات أصدقائي
لا أسمع الموسيقا الصاخبة والمثيرة
لا أحمل بحقيبة يدي علبةَ سجائر
ويمكن أن أقتل أحداً لا أعرفه
لأنه رفض إعطائي سيجارةً حينما اشتهيتها
لا أميّزُ بين طعم الفودكا والبراندي
لا أمشي بالشوارع حاملةً قطتي
كصبايا الطبقة المخمليّة
وتتحوّل لكنتي الهادئة
للكنةِ امرأةٍ تبيع السمك
بحيٍّ شعبيٍّ من أحياء استنبول
حينما استيقظ باكراً
ورغمها يحبّني عشرون رجلا ً
لا أقود سيارة فولكس فاغن
ويمكن أن أمشي لساعات طويلة
وتدهسني سيارة دون أن أكترث
لا أجرؤ على قول جملٍ إباحيّة بأُذنِ أحد
لا أضع وشما ًعلى سرّتي
لا أقلّد مارلين مونرو
وليس لديّ مؤخّرة كيم كارداشيان
لا أسرد شعراً أو نثراً أمام أحد
ورغمها يحبّني عشرون رجلاً ً
لا أسهر في النوادي الليليّة
كعنقود عنبٍ غاو ٍ
ليس لديّ شفتان مكتنزتان
ليس لديّ فساتين قصيرة
ليس لديّ أبٌ
ليس لدي مدينة أتكّئ على كتفها
ويا للغرابة..
ليس لديّ قلبٌ أيضاً
ولا أحبّ أحداً
ورغمها يحبّني عشرون رجلاً.
الصورة: أماندا كارلسون
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.