تعيش في تركيا الآن..
لا بأس بذلك
أصبح المطر المزاجي هنا يُبلل أخبار وطنك المتناثر فتصلك منفوشة، وطغى ضجيج الازدحام هنا على صوت ارتطام البراميل هناك.
لا بأس بذلك أيضًا..
أنت انسان كما يبدو، عندك ما يكفي من الهموم والتعب والأرقام التسلسلية الفاضحة، تُجلجل كالخلخال كلما دخلتَ إلى البناية متأخرًا
أو.. أو جاءك نازحٌ كُسِرت عجلات حقيبته التي نجى بها من الموت وأخذ يجرها بما لا يكفي من اليأس.
أنت انسان بما يكفي، تهتم بالشهداء وأخبار المونديال واختراع طرق لحجب طلبات المزرعة السعيدة ومتابعة آخر أخبار أجهزة الكذب وتحديثاته.
نسيت مرة بطاقة المترو فلم تستسهل أن تطلب من أحدهم أن يقطع تذكرة لك فأخذتَ تمشي مبتعدًا عمّا شعرتَ به كموقعٍ للجريمة
نقص الكالسيوم في عظام لغتك الجديّة جريمة أيضًا .
فرصة شعبك ومخلصهم الأبدي أنتْ.
عندما سمعتَ إشاعاتٍ عن أولاد قومك بأنهم يشحذون حلفتَ يمينا بأنكم من عائلات نبيلة تأبى التسول، ثم نظرت إلى الله لتسأله “لماذا اضطرتك الحياة على الكذب ”
انحنيت للسيدات هنا وقبلتَ يد كل كبير كأنها يد جدك الذي تحب
وقلتَ لهم نحن مسلمون مثلكم تعالوا عندنا مرة واحدة وسننتقم لكرمنا المغدور بكل ما أوتينا من وسيلة.
تناسيتَ كم كفا صُفعتْ عِملة بلدك الدرويش من يد الدولار الواسعة
مؤلم ذاك الحديث..
أصبحت تتجنب المقارنات طالما أنّكَ لستَ أما تُدافع عن طفلها وتفوقه المغشوش.
أنتَ إنسان كما يبدو
لا بأس بذلك يا رجل
سردتَ ما تحفظه من كلمات فرنسية وإيطالية عندما قالوا لك بتركيتهم
مساء الخير “إيي أكشاملار”
فقط ليعرفوا بأنك متنور ومتعلم
“أنشانتيه سواريه ماتينيه وبون أبتيت لاموغ ”
أفواههم المفتوحة إعجابا كانت تستحق..
انتَ الآن كاذب بنجمتين
واحدة لأنك محترم زيادة عن اللزوم والثانية لأنكَ قلتَ بأن كل الفتيات هنا جميلات مع أن الجمال هرب عندما نام الأصل مع أكثر من عِرْقٍ في سرير واحد
فرصة شعبك ومخلصهم الأخير أنت
لم تقل لأحد تعال، هنا أرض الفرص فحسب
التزمتَ بالأهم فالأهم فقط.
من كان منكم بلا خطيئة فليرمِ الماضي بحجر وليأتي مُحَزّماً بالاحترام ورائحة الفم العطرة أو ليبقى هناك مع الذين سيذهبون إلى الجنة مباشرة دون اقامة مؤقتة في الجحيم .
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.