الصفحة الرئيسية / زوايا / بالزاوية - فادي عزام / ثلاث عشرة ملحوظة على لقاء الجولاني
abu mohammad al-jawlani
صورة مسربة للجولاني

ثلاث عشرة ملحوظة على لقاء الجولاني

الملحوظة الأولى: قال الجولاني، بعد المظاهرات، انتقلنا إلى المرحلة الجدية من المعركة مع النظام. يا رفيق في كل ما حدث لم يكن هناك شيء جدي في تاريخ سوريا سوى تلك المرحلة التي استشهد فيها باسل شحادة بحكم أننا اليوم في ذكرى استشهاده، أما من اللحظة التي خرجتم فيها لنصرة هذا الدين، والله كان أهل بورما أحق بالنصرة، فقد بدأت المهزلة .

ملحوظة ثانية: يا رفيق أبا محمد، من اللاجدية أنك تضع مؤخرتك على كرسي مذهّب أنت وضيفك، فطيز أحمد منصور تجلس على ما سرقته من مبنى محافظة إدلب “أكيد أن الفتوى الشرعية لديكم أفتت أن السارق من السارق كالوارث من أبيه”ما علينا ..

ملحوظة ثالثة: يارفيق، أحييك على تسامحك مع النصارى.. فأنت فعلًا تحاول أن تتمثل أخلاق أبا القاسم محمد بن عبد الله فقط بما يفيد فريقك وجمهورك، فأنت حتى لا تشبهه لا بالكرسي الجالس عليه ولا باللباس الكركوزي الذي يدلُّ على قلة ذوق فاحشة ولا باللثام المضحك الذي يحولك إلى مهرج أكثر من كونك قائدًا ناصرًا لدين الحقِّ أو ثورة شعب. أقلتَ “حين لم يأخذ بما فعله بني قينقاع بما فعلته بني قريظة”!

ملحوظة رابعة: يا رفيق، والله إن الكثير من السوريين يحبونك في الله ويرون في جبهة النصرة بعضاً من الأمل والخير. ولكن صدقني، آخر همهم بنو قنقاع وأيمن الظوهري حفظه الله في فريزر بدرجة الصفر المطلق. صحيح أن الرفيق أيمن الظواهري حباب وديمقراطي وصاحب مشروع تنويري، ولكن أميرك يارفيق مطلوب للعدالة الدولية والأخلاقية والإنسانية في أكثر من 201 دولة من أصل 202، فصائل مرتهنة للخارج أنتم مرتهنون لطريد في تورا بورا، تبايعون مصريًا أفغانيًا يقال عنه إن سلم شيخكم أسامة بيديه لأنه يعشق أن يكون المطلوب رقم واحد في العالم.

ملحوظة خامسة أو خامشة لا فرق: يا رفيق أبا محمد، إن تهمة الإرهابي مثل تهمة التكفيري، صحيح أنها موضة سهلة يستخدمها الخصوم للنيل من مشروعكم التنويري ولكن بحديثك الشيق تثبت بلسانك أنك، الآن فقط ولأسباب تخصك وحدك، لا تكفر ولا تقتل ولا تنتقم! فقط “الآن” تقول بالحرف: “نحن الآن نقاتل من يقاتلنا.. أما نحن الآن لا ننتقم.. نحن الآن نعمل مع فصائل لا تشبهنا..” أما ماذا عن الغد فهذا علمه عند أبو اليمن في كابُل وما حولها.

ملحوظة سادسة: في الحقيقة، إن سبب الاستماع إليك لدى هذه الأمة ليس ما هو قائم الآن، فحتى الآن لم يتم التمكين فمازلتم نخبة مغرورة فاعلة، وفاعليتكم تشفع لكم، لأن الشرير بشار هو سيد الآن، أما الغد فله مقامه ومقاله. أنا العبد الفقير لله أعرف ذلك، وأنتَ تعرف. ببساطة، السوريون يأتمنونك على الآن حتى ينتهي البشار. كم مرة ذكرت أنك الآن هو غيرك غداً .. بوسات يا رفيق بوسات. وأيضا الكثير من السوريين سيكونون غيرهم غداً. لذلك أتفهم قولك إن القادم أصعب. في الحقيقة بعد سقوط النظام سيكون أصعب بكثير عليك يا رفيق.

ملحوظة سابعة: قلت فيأت طالب علم، أو أحد المجتهدين بطلب العلم فيخرج فتوى بالتكفير! طالب العلم يعني الذي مازال يدرس ولم يتخرج بعد ويجاز كأحد المجتهدين بطلب العلم يعني أيضا مجتهد ولم يجز!! هون بدي قلك شغلة بيني بينك ما حابب حدا يسمعها، (المسموح له بالافتاء يا رفيق هو عالم أتقن على الأقل علمين دنيويين تافهين كعلم الرياضيات أو علم الفيزياء، الحقوق، الفلك، الأدوية، الفضاء وليس الفلك والتنجيم، إلخ… مع باقي العلوم الشرعية من لغة وبلاغة وتاريخ وعلوم القرآن وعلم الفقه والحديث، إلخ… أي أنه إن لم تتوفر فيه هذه الشروط فهو ليس سوى مدرس ديانة! فهل من المعقول أن تربط مستقبل أهل السنة وتكفيرهم، بفهم مدرس ديانة يا رفيق!

ملحوظة ثامنة: أنتم من أين تتلقون الدعم؟ سألك الشرس ذا الحواجب النطاطة. قمت أنت يا رفيق طلعت بتكذب.. “والله دافنينو سوا”. صاح باقي قادة الكتائب من الرفاق في جيش الفتح وما حوله الذين اتهمتهم غمزًا بالعمالة وغرزت مسلتك التي نخشتك في الكرسي المسروق بنزاهة أموالكم الحرام.

 قلت لي دعمكم ذاتي! (أي مبتدئٍ بعلم لغة الجسد يعرف أنك “كينغ” الكذب ( طوبزة للأمام مع شبك مفتعل لليدين مع تنهيدة عميقة وتغير واضح في إدعاء رباطة الجأش..) سيعرف أنك اضطررت لتمرير الكذبة المتعلقة بخيرات وتجارة المناطق المحرّرة وكذبة “دعمنا ذاتي.. دعمنا ذاتي.. ولا نتلقى الدعم من جهات خارجية.”  لك يا رفيق تنظيمك أهم تنظيم في العالم يتلقى الدعم الخارجي .. حتى أنه بسببكم اضطرت البنوك والحكومات لتوظيف العشرات من الاخصائيين من أجل متابعة كل دولار دعمٍ يأتيكم من الدوحة، ودبي، وجاكرتا، ولندن وغازي عنتاب وكابل المحتلة… بس معك حق أنتم تنظيم القاعدة دعمكم ذاتي هيك بتظبط. فهل تذكر من أين بدأتم الدفع والتسليح قبل المناطق المحررة والمناطق الشاسعة والواسعة وقبل الغنائم التي يتركها لكم بشار وربعه؟ من أين كنتم تتموّلون؟ على كلٍ كما تقول: الآن ليس موضوعنا، فبما أنكم قبلتم أن تكونوا بجيش الفتح وتساهموا بالتحرير، سيغفر لكم من يعرفكم حق العرفة تشبيكة يديكم الجليلتين وما تصدحون به من مخالفة للواقع ولا نريد أن نقول الكذب حاشا لله .. وحاشاكم. فللشيطان مسلك على ذوي الحاجات، وأرجو أن تضيف والمبايعات، يا شيخي ولا يوجد تنظيم في العالم مرتهن بتلقي الأوامر والأموال والدعم مثل طالبان والقاعدة.

ملحوظة تاسعة: قلت، نحن نحرص على أن نكون أحرار القرار والإرادة! يا راجوووول.. ثم تردف بتتفيه الشركاء في جيش الفتح على أنهم فصائل مرتهنة للتمويل والقرار الخارجي!. يا رفيق، بتعرف أنو الأردن قطع الدعم عنكم بقرار فقاربتم على التلاشي من درعا.. على الرغم من سرقاتكم في معبر نصيب.. قلتلي الله يرزقكم من حيث لا تعلمون؟!

وال 99 بالمئة من العاملين على الأرض في المناطق المحررة يعرفون أن الرفيق أردوغان إذا قرر من الغد وقف التعامل معكم فلن يتبقى لكم غير (داعش وداهش) الذين لم تقطعوا معهم كل حبال أخوة المنهج!

على كلٍّ، الرفيق البغدادي أصدق منك، على ما يبدو، فعلى الأقل الرجل لا يعتمد التقية التي تحاربها لدى الدروز والنصيرية والشيعة وبني قينقاع وباقي المترتديين من أهل السنة والجماعة.

ملحوظة عاشرة: قلت، وجعل رزقه تحت ظل رمحه.. الله يخليلك رمحو لتميم ولأيمن وأموال المسلمين في الخارج وأنتم تأخذون من جيوب المسلمين الذين يحبون النصرة، ويحبون تنظيم القاعدة بس ما عرفنا نوع الحب، حب عذري ولا حب شرعي ولا حب… وقانا الله وإياكم من الفتنة يا شيخ. فبعد رؤية نساء المسلمين قميصك الكارويات ووجهك الوضاء، بعن ذهبهن للتبرع لكم. (هون كل الحق على أم عبدالله ما عما تعرف تشتري لك أواعي)

الملحوظة الحادية عشرة أو الدّاعش: تفضلت وقلت إن جبهة النصرة رأس حربة. أنا شخصيًا أصدقك، أما حين تقول: انظر إلى درعا.. فلا أراك سوى مشوِّشاً هناك على فصائل الجيش الحر ولا تُعنى إلا بالغنائم (رجعوا ما سرقتموه من معبر نصيب، أعيدوا سيارات الإطفاء التي تبيعونها ب 12 ألف دولار بينما طريق السد يحترق يا شيخ) تقول: انظر إلى القلمون. وهناك تخرج إلى تلة وتدخل إلى تلة. هذا بلغة النظام اسمه انسحاب رائع وتكتيكي ياشيخ، أعتقد أن كل الحق على الكرسي الذي تجلس عليه، هيك كان يحكي محافظ إدلب الهارب قبل أن تحتل كرسيه يارفيق. أنتم تستعدون على مايبدو لانسحاب تكتيكي من هناك وإفراغ المكان لأخوة المنهج، انظر إلى الرقة ودير الزور كيف تركك 80 بالمئة ممن يحبونك أنت والقاعدة وبايعوا الرفيق البغدادي.. وكم مرة تخاذلت عن نصرة رفاق اليوم في حربهم الضروس مع بغاث الدواعش؟

الملحوظة الثانية عشرة: مغرور أنت يا رفيق وتطعن وتغمز في قيادات من تعملون معهم، أتعرف لو أنك بقيت تعمل لوحدك فماذا كان مصيرك؟ مخزٍ هذا تهميش لمن هم أنبل وأصدق وأعلم وأنظف منك! رحم الله أبو يزن الشامي كيف كان كاشفكن حتى لو كنت مغطي وجهك بخمسة أذرع من القماش.

ملحوظة ثلاطعش: شكرا لك لأنك عبرت بصدق عن توجيهات الدكتور أيمن لا حفظه الله فالإرشادات التي جاءت من “أبو اليمن” بعدم الانطلاق من الشام لضرب الغرب.. بكل هذه المقابلة لم يكن هناك تطمين لأحد سوى للغرب كسّر الله خيرك .. قلت لنا إن الغرب لا يعنيك، لا حقوق إنسان ولا حيوان ..! وأنتم مستهدفون! ولكن من يستشهد يا سبحان الله، هم أبو فرات وحجي مارع وقادة الأحرار بينما أنتم من تُطلقون من السجون ليحل محلكم قادة الحراك الثوري؟!

أنتم تجلدون أحدهم لأنه قال يلعن رب الكهرباء، وتزاودون على أخوة المنهج بأنكم تتساهلون مع الزانية ولكن للحق أنت أرحم، سجونك مكتظة يا أبو الجول، شبيحتك يخطفون من يحمل علم الثورة الذي يشرفكم جميعاً. والقائمة تطول وتطول ولكن لأنكم “رأس حربة” على الجهتين يتغاضى اليوم الأحرار عنكم، لأن السافل بشار عرف من يربي ومن يُطلق ويحمي ومن يقتل ويخفي ويسحق.

في الختام.. من أجل الحق كنت دقيق التشخيص تمامًا بأن نظام بشار يستغل حزب الله. أعتقد أنها أيضًا زلة لسان حقيقية، فالحشد الطائفي المذهبي للعامّة يحتاج دائما أن يتجاهل الناس حقيقة أن الصراع هو مع نظامٍ شرسٍ يتحكم بمقدّرات سوريا الشاسعة، مدعوماً بقوة من أهل السنة من أصحاب النفوذ والثروات. ربما هذه الملحوظة الوحيدة الجديرة بالتصديق.

ولا يسعني في القفلة إلا أن أعلق على أداء الإعلامي أحمد منصور، لو كنت مدرّساً للإعلام وأردت أن أعطي التلامذة درساً عمليا عن الإعلامي المتملق المتكبّر، الذي يعمل كمحقق مع بعض الضيوف ويعمل كطرفٍ موجِّهٍ مع من ينتمي لمنهجه لاخترت هذه الحلقة الدعائية لإثبات ماذا يعني إعلام برتبة مأجور. راجعوا أي حلقة من حلقات (الشرطي أحمد منصور في خدمة الشعب) لترى كيف يتحول إلى ضابط تحقيق مع من يخالف منهج شيخه وكيف يتحوّل إلى خروف وديع لا يجرؤ على ترقيص حاجبيه في حضرة سيده.

ليساعد الله السوريين لمعرفة معنى جملة دفع صائل. فالرفيق مازال في مرحلة دفع الصائل، يعني لم يبدأ بعد بالجهاد الحقيقي. وأمنية من أبي صايل … انشالله يا أحمد منصور بيلقطك صايل وابن عمو جهاد هيك بإحدى غزواتك الفضائية والله على كل شيء قدير.

أخيرا وليس آخرا .. بانتظار أن يتحرر الرفيق الجولاني من الأمير  ويعود لسوريته.. حتى  وقتها أنت مجرد رأس حربة بيد مولانا الظواهري .. أما شباب النصرة السوريين، ما زلنا نراهن على سوريتهم ونبلهم وشجاعتهم  ونعرف تماما أخلاقهم فمعظمهم أولادنا واخوتنا وأحبابنا وتعرضوا لمواقف ملحمية، هدفهم أكبر وأبسط من أن يكونوا تحت أمرة أمير في افغانستان أو أمير هارب من باب الحارة.

عن فادي عزام

فادي عزام
كاتب سوري، صدر له "تحتانيات" نصوص. "سرمدة" رواية ترجمت الى الإنكليزية والألمانية والإيطالية

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.