ما يريده كان بسيطاً ، فقط شحذُ الرصاصةِ كي لا تؤلمهُ حين تخترق ما تبقى داخِلَ قَلبِهِ .
***
أُطلِقت أولُ رصاصةٍ .
ينتَظِرُ الآن استقبال الرصاصةِ الثانية بشغفْ ، يكادُ يسمعُ صوتَ شحذها اليوميّ الذي لن ينفعَ مَعَهُ بعدَ الآن .
** **
– صوتُ بُكاء الرصاصةِ الاولى مازالَ بأُذُني ، الأشياءُ جميعُها تعدو نحوي مُتَلهِفةً لترى الثُقب الذي يمكن أن تُحدثه رصاصةً أُطلِقت من مسافةٍ قريبة .
– من المعروف أنَّ إطلاقَ رصاصةٍ على جسمٍ من مسافةٍ قريبة تُحدِثُ ضرراً هائلاً بالهدف ، يمكن أن تخترقه بسهولةٍ عمياء .
– الأشياءُ عادت أدراجها لِعدمِ إيجادِها الثقب المُنتظر .
بانتظارِ الثُقبِ الثاني .
*
الصوت مازال موجوداً ، بِنفسِ الوتيرة .
*
سَمِعنا الكثيرَ مِن القِصَص عن السفاحين ، دوماً يتمُّ وصفَهم بالدموية و انعدامِ الرحمةِ و الخلو من المشاعر أو ما يشابِهُها ، لم يُذكر مرةً عن وجودِ سفاحينَ لم يجربوا القتلَ سابقاً ، يقومونَ بإطلاق رصاصةً واحدة من مسافةٍ تكادُ تنعدم ، أحدثت ضرراً لا يُستهان ولا ينعدم .
الدموعُ بتكوينها المالح يُمكن أن تعمل عملَ المُعقم الطبي هُنا .
*
الصوت ما زالَ مستمراً ، صوتُ بُكاءِ الرصاصةِ يعلو .
* *
– حاولتُ مِراراً الاختباءَ داخِلَكِ كشيءٍ غيرَ موجودٍ تفادياً لهذه الرصاصة .
الحلُّ الأمثلُ هنا هو الاستسلام و السقوط .
– استسلمت ، الرصاصة أصابت هدفها بِدقةٍ مُتناهية ، السقوط لم يكن موجوداً .
*
الصوتُ مازال مُستمراً .
*
الموسيقى قد تكونُ الحلَّ الوحيد لإيقاف هذا الصوت .
المكان الخالي من الموسيقى هو مكانٌ مثيرٌ للشفقة ، كأرضٍ قاحلةٍ مأهولةٍ بأصحابِ الرصاصاتِ ليس إلّا .
لا يستمعُ للموسيقى إلّا من يريد إيصال صوتِهِ لِلسماء ، الموسيقى هي عويلُ العالِقينَ في جحيمِ الوجود .
ستقودُني للجنون في نهايةِ المطاف ، واثِقٌ من هذا الأمر .
لم تنجح خُطةُ الموسيقى .
*
الصوتُ مازالَ مُستمراً ، لم اسقط بعد .
*
اصرخ و ابحث ملولاً عن عفريتِك الخياليّ الذي قد ينتَشِلُكَ من هاويتَكَ المَحقونةُ بالوِحدةِ المجنونة المُشِّعةُ على ذاكِرتَكَ المُشوهَةَ بِكُلِّ شيءٍ جميلٍ قد يكونُ أصابَكَ بمُنتصَفِ قلبِك المأهولُ بخُرافاتِكَ و أكاذيبك .
** **
الحائطُ اصبحَ مُمتلئاً بِعباراتٍ مُلتفةٍ حولَ بعضِها البعض بِوحدةٍ لا مُتناهية ، بِمُحاولةٍ لإيجادِ حلٍ لإيقافِ هذا الصوت ، عبرَ ايجادِ ملجأً يعيد تجميعُ خلايايَّ المتشظية و المحكومةُ بالبُكاءِ للأبد .
*
الصوتُ مازالَ مُستمراً ، بوتيرتهِ نفسها .
*
صوتُ الشحذ توقف ، الرصاصةُ الثانية أُطلِقت ، اصابت هدفها بِدقة ، لم اسقط ، الدموع بدأت تأخُذُ عملها كمحلولٍ مالِحٍ مُعقم بِمحملِ الجد .
تهانينا ، انتَ ميت .
** **
اُفضِلُ أن تُسيئوا فهميَّ على الدوام ، لئِلا تكتشفوا مدى القباحةِ الموجودة داخِلَكم .
*
لا أريدُ تخييبَ ظنكم ، كُلَّ ما ذُكِرَ هنا هو محضُ خرافاتٍ قد لا تمتُّ للواقع بِصلة .
– قد لا .
*
الصوت مازالَ موجوداً ، صوتُ بُكاءِ الرصاصةِ يعلو .
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.