الصفحة الرئيسية / تجريب / أرجحة الصوت – ماجد اليمن
الصورة بعدسة آرون فينبيرك

أرجحة الصوت – ماجد اليمن

السماء

غيمٌ في الثريّا ينسدلُ معلّقاً بحبّاتِ النجم،

نيزكان مُشتعلان تعانقا لشمس ظهيرةٍ جديدة،

طيرا جاوا بمناقير ملوّنة، يتلاحقان بين بناءين في موسم التزاوج،

مرآةُ الله للأرض.

الأرض

فهدٌ يترامى وراء قطيعٍ من الغزلان المتعبة،

شجرٌ سامق يصلُ القوارض بجحور زُحل،

طفلان في حيٍّ لاتيني، يلعبان ( حجرة، ورقة، مقّص )

وقد تركا الكرة لمصير الشارع المزدحم،

رائحةُ الأرض بعد المطر.

المطر

غيماتٌ حبلى بالماء، يأتيهنّ الطلْقُ فجأة.

تكاثفُ بخار الطبخ، في ألف طنجرةٍ نحاسيّة،

تعرقٌ في راحة يدٍ قلقة،

غسلُ السماء لغبار الريح.

الريح

تنفس الخلاء للصعداء، المكان يشعرُ بضيقٍ في الصدر،

بالونٌ أحمر، يثقبهُ طفلٌ أعمى،

صفيرٌ لفريقٍ في الملعب، لا تعرفُ فيه أسماء اللاعبين،

رفرفةُ زرزورٍ مكبّلُ الجناحين.

الأجنحة

أذرعةُ طيورٍ كانت مصابة بالشلل، وماتت،

أطرافٌ ناعمة يكسوها الريش،

تجذيفٌ في بحور الغيم،

إنتقالٌ عبر الأزمنة.

الزمن

قبل خمس عقود ولد طفلٌ في حيٍّ شعبيٍّ في دمشق،

عندما وصل العاشرة أطلقوا عليه لقب السكران، كان يمشي متمايلاً كمن أصابتهُ الثمالة في صميم عقله،

تعلقت فيه الحياة فسحبته ثلاث مرّات من براثن الموت،

غرق في نهر بانياس مرّة ونجى،

تجرّع عبوةً كاملة من كلور الماء في محاولة إنتحار، ونجى،

دخل السجن، ونجى.

لعلّهُ هو الناجي لا عاشور بطل الحرافيش.

الزمن يُحبّه، هو الزمن.

 

عن ماجد اليمن

ماجد اليمن
مواليد دمشق، خريج إدارة أعمال، الجامعة السورية. مقيم في عمان، الأردن

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.