حوار قصير جداً

تيسير ناصر

– من أيّ البلاد أنت؟
لم يخبرني أحد
لكنّي كلما طُعِنتْ خارطة قطرٍ عربيّ
سال دمي.

– أين تسكن الآن؟
أقيم بين متراسين متواجهين
لحمي دريئتهما المشتركة
يتدرّبان به على التصويب
فأتدرّب على النجاة.

– كم مرةً متَّ إذاً؟
كنت أخدعهم طوال الوقت
كانوا يطلقون النَّار على جثتي.

– ألن تهجر البلاد؟
كنت ، لكنّي أخشى الحنين لشجرةِ الكينا قربَ الباب
شجرة الكينا المقطوعة منذ ثلاثين عاماً.

– ليلكَ طويلْ ، ماذا تفعل؟
أرسم لوحةً للشمس
لأدجّن العتم.

– وفجراً ؟
أرقب جندياً قصيرَ العمر
يبلّل وردةً تحيا بعده.

– نهاراً؟
أنشر الأكاذيبَ عن السّلام الآتي
ثمّ أحصي الثّكالى الجدد.

– من ضلّل المتحاربين؟
لم يكن الحواة بتلك المهارة
لكن النظّارة حضروا ليُخْدَعوا.

– والشّهداء؟
صلباننا مائلة
وأجسادهم قويمة.

– متى تنتهي الحرب؟
حين نصدّق
أنها ليست بضاعةً هربها حرس حدودٍ مرتشون.