فلنتظاهر أننا طبيعيون…رغمًا عن الرقم 40
فلنتظاهر..
!!أننا لانتحارب لأربعين عامًا من أجل ناقة
أنه لايوجد لدينا عوائل ملكية عسكرية أو دينية تحكم بلادنا لأربعين ظلامًا أو خمسين مأساة…مستخدمة البسطار لتحجيم عقولنا و الكهرباء لقذف اعترافاتنا…و العصا لقمع أفكارنا أو لتفريقنا في المضاجع
أن علي بابا لم يقتل الأربعين حرامي بمساعدة مرجانة التي “دلقت” الزيت “الحامي” على رؤوس اللصوص الذين أراد سيدها سرقتهم…
أن في دمشق يوجد أربعين ولي صعدوا من فتحة في جبل قاسيون…يحمونها حسب
“المثل الشائع ” الشام الله حاميها
أننا شعب لايؤمن بالخرافة…و التنجيم و طَب الفنجان و الثأر و
!!المعجزات و انتظار بطل يهبط من السماء فيقود لنا الثورة
.
.
يستمر ذلك العربي في ماليزيا “كعادته أينما حل” بترديد الإشاعات عن قبيلته…أن العرب هم الخارقون بالجنس
يتباهى العربي بمقدرته على القذف…من هنا استنتج أنه قادر على امتاع أي
!!امرأة في العالم!! حتى لو قذف عالمها بالأسود من شعرها حتى قدميها
العربي الخارق يقذف بشدة…بقوة…بعنف..باستمرارية….بغضب…بعروبة
يقذف الكل بلا استثناء….فلبينية روسية كزخاستانية صينية …بنت جيرانه بنت عمه زميلته صديقته عدوته حتى
أي “كائنة” تشمر عن ساقيها…يقذفها
حتى جذع الشجرة العارية
حتى الفكرة الطليقة
حتى النكتة الجريئة
حتى الثورة..
.
.
..في الفلبين يشتهر الرجال بنعومتهم و ميلهم للتحول إلى امرأة
..بينما العربي…شهرته هنا…أنه يقذف 4 مرات و أكثر
ففي المرة الأولى العربي يقذف كبته و عقده
و في المرة الثانية يعوض عن مراهقته الضائعة…فيقذف خجله
في المرة الثالثة يتخيل كل بنات الحي و بنات عمه و الجميلات اللواتي لمسن به مصادفة أو كشفن عن سيقانهن أمامه عمدًا أو مصادفة…فيقذف ألمه الداخلي و جوعه
في المرة الرابعة يتذكر كل أفلام “البورنو” التي شاهدها في حياته بكل الوضعيات المختلفة..التي لاتخطر على بال أحد سواه…ليصبح وحده الرجل الخارق
.
.
تأخر الباص…
هو غالبًا ما يتأخر…من أين أنتِ ؟ هل أنتِ جديدة على ماليزيا ؟
قالت تلك المرأة التي ترعى غزالًا بين قدميها…أنا من الفلبين….البلاد التي يحتلها العشق
و يعمر له كوخًا هناك على شاطئها…و كنيسة هرمة
!!و معبدًا للسيقان العارية
.
.
و أنا من سوريا….البلاد التي تغرق بطينها
البلاد التي تعشق الحرية…و تتمنع
البلاد التي يحجب فيها القلم…و ينطق المدفع
أتيت من البلاد التي لاتتوقف عن القذف
و كل من فيها يقذف الآخرين بحكمة أو نكتة أو فتوى أو خطاب أو قصة أو مثل أو قصيدة أو لوحة…و حاليًا..طلقة
!!حيث هناك شارع في حمص….يقذف فيه كل المارة
الكثير من شباب بلادي قذفوا نحو الخارج…و من شبابيك السفارات و من البيوت المفروشة و من زوايا الجنائن و الحارات المعتمة و أقبية المخابرات و الخمارات و حاليًا…من المساجد…
.
.
لابد أن لديكم خبرة عن موضوع الهجرة في الفلبين
استغرب صراحة لماذا تذهب الفلبينيات للعمل في سوريا
و جواز سفركِ أهم من جواز سفري
و تتحدثين الانكليزية أفضل من معظم الطامحين لتعلم الانكليزية في بلادي
و من ثم السفر…
.
.
الفتاة الفلبينية المحملة بالكوميديا السوداء و قصص الحب و الخرافة المستوحاة من الإنجيل
و دراما آسيا و مبالغات أفلام البورنو الأمريكية
الفتاة الفلبينية الهاربة من تقاليد العشيرة و من الهبوط الاضطراري في غرف الاعتراف الديني و من شبح الفقر الذي يتجول متى أراد في مانيلا العاصمة
الفتاة الفلبينية التي تكره أن يتحول نصف الرجال في مدينتها إلى نساء
تلك الفتاة الفلبينية كانت ترتعش حبًا…عند مقابلة الغرباء
!!خاصة العرب منهم…اولئك الذين يقذفون مرات عدة
.
.
على كراستها كتبت ذات يوم : أريد تجربة رجل عربي أبيض
هاقد جاء الرجل الأبيض و من البلاد التي تقذف مرات عدة
(قالت في قلبها عند مقابلتي…)
.
.
كانت تعمل مدرسة للموسيقى
و على كراستي كتبت : أريد تجربة امرأة تعزف الموسيقى
أو لها علاقة بالموسيقى
لا أعرف لماذا أتخيل دائمًا أنني أجيد العزف على جسد عازفة
“ربما هي هواجس ذلك الذي يكتب داخلي…”غالبًا ما يخطئ
!!بالنسبة لي أنا أفضل المرأة ذات الشهوة القاسية…و الملامح الناعمة…أيا كانت هويتها
.
.
إنها خجلة من نظراتي تلك
“ربما يومًا ما نذهب لنشرب كأسًا و نرقص… لنجد تفسيرًا لتلك النظرات “إحدى الطرق العربية في المغازلة
بالمناسبة نعومي…أنا اسمي جمال
أعمل كاتبًا…أكتب بالضوء
لي عدة نقوش و أبجديات حفرتها على أجساد الآسيوات
!!لا تزال إلى الآن غير مكتشفة
.
.
وعندما كنت أصارع نشرة أخبار…ذات ثورة
اتصلت نعومي و قالت: ألازلت مصرًا على اكتشاف طريقتي “كموسيقية” في تناول كأس الشراب ؟
أحب أي شيء فيه تكيلا….أنت ماذا تحب ؟
أما أنا…
أفضل أي شراب كحولي يجعلني أصحو من تأثير هذه المكالمة…
.
.
لم تكن ليلتي مع نعومي ليلة عربية….أو بالأحرى كانت ليلة فلبينية بالكامل
“تذكرت عبارة عادل إمام في فيلم النوم بالعسل : “الرجالة معرفوش
حيث يقوم العريس بقتل نفسه ليلة الدخلة لأنه شعر بضعف جنسي…
لم يصل الأمر – حتى اللحظة – أن أصاب بخيبة أمل
!!لكني لاأزال أرى ذلك العريس يقف بين سكتي القطار محاولًا قتل خيبته
.
.
نعومي كانت شبقة إلى حد صورت لي فلبين على حقيقتها…
بلاد تصدر الشغف إلى دول الجوار…و تدلق نهديها كلما خاطبها أحدهم باهتمام
بلاد ذات رغبة بالتطور و ممارسة كل أصناف البشر
بلاد طيبة…مطيعة…تنفذ الأوامر….ذات رغبة جارحة
!!تلك البلاد التي تحكمها الكنيسة العجوز و العادات الشرقية منتهية الصلاحية….عندما يصل الأمر إلى رغباتها الذاتية…تتمرد
لابد لي من اكتشاف رغبة الفلبين….و أنا المتيم في الأنثى التي تتمرد
.
.
حاولت جاهدًا أن أفسر لها…أنها ليست السبب… و أنني قبل اليوم كنت “عربيًا طبيعيًا” أي رجل خارق
لكني لا أعرف ما الذي يحدث هذه الأيام…
ربما أشعر بضعف الرجولة أمام الكم الهائل الذي أشاهده من تضحيات من شباب الثورة
“ربما هو الخوف على أصدقائي في الداخل…أن يموتوا قنصًا “قذفًا
ربما هي طبيعة الثورات…ربما هو التفكير بقرب النهاية…ربما بعض الإحباط أو القلق أو التعب
أو هو الاتصال الذهني…ببعض سكان بلادي….فمنذ أكثر من سنة و أنا اتنقل ذهنيًا بين عالمين
أو ربما هو الطعام الماليزي….أو الهواء الماليزي أو الماء…أو ربما هي عدوى انتقلت لي..عندما كنت أمشي في شارع البوكيت بينتانغ…و أراقب الجنس الثالث
ربما هو ببساطة…..صوتكِ…صوتكِ يسيطر على حواسي و أخيلتي و نتائجي
.
.
بكل الأحوال أنا مستمر في ثورتي…عليكِ
أظن أنها حالة مؤقتة
!!و مهما طال العجز المؤقت…و أيّا كان السبب….لابد بالنهاية لكل ثورة….أن تقذف
.
.
ملاحظة: نعومي رحلت في الصباح بوجه غاضب…و قالت لي: رجاء لاتتصل بي…سأرجع لصديقي العربي القديم…استيقظت و شعرت بأنني أخونه…البارحة كنت سكرانة
!!
ملاحظة 2: لابد لي من السفر للفلبين…لتصوير تلك البلاد التي تصدر الحب بإصدارات خاصة بها…..و لتحسين “صورتي” على الأقل هناك
!!
جمال داود
.