الصفحة الرئيسية / نصوص / نثريات / عُذراً يا جولان

عُذراً يا جولان

هادي البحرة

٢٥/٤/٢٠١٢

هناك أنواعاً من الخطاب الغريب الذي بات يسود:

  • الأول منهم استنتج ان اسقاط النظام لن يحصل دون مراضاة اسرائيل وتطمينها على ان الشعب السوري سيبقي على نسيانه للجولان. بأي نظامٍ تبشرون وهل ترون في سياسة اسرائيل العنصرية وجرائمها نظامٌ يحتذى به؟ وان كنتم تقبلون بما قبل به النظام على ابقاء الاحتلال وتحويل الجولان الى قضية تماثل وضع اسكندرون كي ينسى مع مرور الزمن, فكيف لي أن اقبل بكم لتمثلون سوريا وشعبها, وكيف لاسرائيل أن تقبل بكم منطقياً وهي تعلم أن أي عاقلٍ لن يتخلى عن أرضه المحتلة وبالتالي هو شخصٌ غير موثوق به ولايعبر عن رأي الغالبية.
  • الثاني يظن ان المخرج هو بأن نخاطب اسرائيل و نطمئنها على نيتنا في السلام, كما فعل السيد نوفل الدواليبي وأعلن لهم عن فهمه لها بهذه المقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية وأبلغهم بأن الشعب السوري هو من دعاة السلام وليس من دعاة الحرب, أي عبقرية هذه ألم نعلم بأن اسرائيل تعلم بما تقبله غالبية الشعب السوري وما ترفضه! ولو ارادت اسرائيل السلام لعقدته مع النظام الحالي فهي لن تجد أفضل منه. وللسيد الدواليبي أقول لا اسرائيل ولا أي قوة خارجية ستساعدك لتحقيق شرعية رئاستك لحكومة افتراضية لم يرها أحد و لن يراها أحد, أرجو الكف عن المتاجرة بكرامتنا الوطنية.
  •  الثالث وهو موقف المجلس الوطني وهو الأسلم والذي يقول بأن هذه القضية سيقررها الشعب السوري ككل وعبر نظامه الديمقراطي المستقل وعبر صناديق الاقتراع. واحيي المجلس الوطني على هذا الموقف السليم والوطني, الذي لا يصادر حق الشعب السوري ككل في قضاياه الوطنية الجامعة.

أما لأسرائيل فأقول أننا شعب محبٌ للسلام ونسعى اليه, لجميع شعوب المنطقة وعلى مبدأ “حب لجارك ما تحب لنفسك”, اي السلام العادل والمتوازن لكل الشعوب, وتحرير أراضينا المحتلة هو واجب والتزام وليس خياراً وبكافة الوسائل الممكنة وفق القوانين الدولية وأولها عبر المفاوضات السلمية, فان لم تنجح فلن نتوانى عن بذل الغالي والرخيص في سبيل ذلك.

 الف تحية لأهلنا في الجولان المحتل الذين وقفوا مع الثورة  وهتفوا لها

عذرا أيها الجولان بأسمك تاجر النظام ليستبد بنا وبأسمك خافت ثورتنا أن تنطق أو ان تخصص جمعةً واحدة تسمى بأسمك, وكأن عدم ذكر اسمك قد أصبح ثمناً يجب دفعه لنحصل على الديمقراطية.

” أه ياوطن …. كاسك يا وطن “

عن دحنون

دحنون
منصة تشاركية تعنى بالكتابة والفنون البصرية والناس.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.