خولة دنيا
إلى اين يذهب هؤلاء المجانين؟
نسمع ونرى إشارات تدل علينا من تجمع عسكري على الطريق.
شكراً لكم.. أن نكون مجانين أفضل من أن توقفونا بتهمة الإرهاب.
مررنا بمجموعة من القرى، بيوت تم تحويلها إلى نقاط عسكرية، والغالبية مغلقة وفارغة.
بعد قرية صغيرة مررنا بأحد البيوت الريفية، يقوم رجلان بجبلة اسمنت لبناء حائط، “الحياة تسير بهدوء بعد زخ رصاص الأيام الماضية”، الحمدالله مازال هناك بعض الحياة هنا، الشمس مناسبة للجبلة.. نضحك ونسألهم عن الطريق التي نقصدها.. يدلوننا باستغراب.
الأشجار تتدلى بمحصول السنة، لا بشر، لا حيوانات، لا شيء سوى السكون، والأحراش التي تمتد على وسع البصر..
من بعيد قرية أخرى خالية ايضاً… ويظهر بعض المسلحين من وراء الأشجار..
نحن نبحث عن الناس كي نغيثهم، أين اختفوا؟
“نحن لم نذهب إليهم، لم نؤذي أحد، لماذا تتحمل قرية صغيرة لوحدها الهجوم على المخفر؟”
“لماذا يتعاملون معنا بطريقة سيئة؟ يكسرون الأبواب ويقتحمون البيوت؟ ويهجرون العائلات؟”
“أرسلت زوجتي وابنتي الى تركيا، اخشى عليهم مما قد يحصل هنا”.
“لا أحد يسمع بنا، ولا بما يجري هنا، لا احد يساعدنا، السلطة تتعامل معنا بقسوة، والمعارضة تهمشنا… لا يهمنا الطعام، نأكل أوراق الشجر، ولكن…..”.
” وقعنا اتفاقاً مع أهالي القرية المجاورة كي لا يحصل بينننا أي مشاكل”
“اختطفوا عوايني يحفظ الطرقات الفرعية ويدل الجيش عليها….”، ماذا جرى له؟ “لا ندري، يمكن اعطوه درساَ”.
الطرقات يتقاسمها الجيش النظامي، والجيش الحر….
أما نحن فعابري سبيل على قرع القلوب.