.
.
.
.
.
هديل ممدوحهديل ممدوح
.
ها نحن هنا..
لدينا من الرقص ما يوقظ قبائل الأرض، و من الضحك والأغنيات ما يطرب الإله خلف ألف سماء، نحلم بقنبلةٍ تفجّرُ رأس ذلك المتفرعن الأخرق، ونصلّي كل يومٍ ليرسلها الرب في البريد اليومي الذي يصل إلى القصر.
نحن هنا.. نبتاع السجائر اليومية، ونلعن السبب في غلاء سعرها، نصنع غداءنا مرتين في الأسبوع من مؤونة السنة الماضية، ونقتات صمتنا وخوفنا في الأيام الباقية.. نفتح التلفاز من أجل القنوات المحليّة – فنحن نخاف التحريض – ..! ننام مع الغروب تحسّباً لعصابةٍ مسلّحةٍ عابرةٍ للتاريخ، تمرّ بباب البيت و أحياء المدينة.
نحن هنا.. نقرأ صدفةً خبر الاغتصاب، نصمّ آذاننا عن آهات الجسد المحترق المنهوش الرغبة، ونقلب الصفحة لنجد آذاناً مقطوعة، وأنوفاً أضاعت وجوهها، أو وجوهاً أضاعت أنوفها – لم يعد هناك فرق – فئرانٌ تسرح بين الدم و الحديد و الجثث المتفحّمة المعالم.. بقايا شَعر، وخلخالٌ لا زال يتمسّك بالكاحل الأنيق..
نقلب الصفحة..
نصف وجهٍ لنصف إله، جالسٌ على عتبة المستشفى برفقة الضابط، يحمل ضبط الشرطة ليقدّم الطلب: “بدل وجهٍ ضائعٍ” نغلق الجريدة و ننزل إلى الحي لنقف في الطابور و نحصل إن أمكننا على عبوة الغاز.
ها نحن هنا.. نعتلي صهوة حماقتنا كل مساء.. نرتدي أروبة النوم بسأم.. وننتظر الوحش لينهش ما تبقى من قلوبنا و هو يحكي لنا حكاية ما قبل النوم..
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.