وِلادَة

 

 

 

 

 

ياسر خنجر

 

لا توقِفِ المجزَرَة.

يا سَيّدَ القَتلِ،

هُنالِكَ طِفلةٌ قَد أفلَتَت

مِن مِخلَبِ المَوتِ،

لا رَحمَةً مِن قَلبِ قنّاصٍ،

وَلَكن، لأَنّ غَريزَةَ الأُمّ أفاقَت

قَبلَ أَن تَصلَ الرّصاصَةُ، واستَعارَت

حِصّةَ ابنَتِها.

 

لا توقِفِ المجزَرَة،

هُنالِكَ طِفلةٌ قَد أفلَتَت

مِن مِخلَبِ المَوتِ،

ستَنجو -وبَعدَ ثلاثينَ ذِكرى- لِتَذكُرَ

كَيفَ أهْرَقتَ الدّماءّ،

وكَيفَ يَغتالُ الجُنودُ وِسادَةَ الحُلمِ.

 

لَم تُنَجِّ الصّلاةُ البِلادَ، فاستَعاذَت

بِوحيٍ جَديدٍ، وَقامَت

مِن جَحيمِ المَوتِ تَحتَرِفُ الحَياةَ، وَقامَت

مِن جَحيمِ المَوتِ ثَورَة.

 

سَنَرفَعُ أُغنيةً في الجَنازَةِ،

فالذّاهِبونَ إلى آخِرِ الأَبجَدِيَّةِ كانوا

حُروفَ الكَلامِ الجَديدِ، وَصاروا

هُمُ الأَبجَديَة.

 

هُنالِكَ طِفلةٌ قَد أفلَتَت

مِن مِخلَبِ المَوتِ،

سَتَرفَعُ أُغنيةً في الجَنازَة.

 

 

عن ياسر خنجر

ياسر خنجر
شاعر من الجولان السوري المحتل. درس اللغات وحضارات الشرق الأوسط القديم في جامعة القدس. صدر له "طائر الحرية - 2003" و"سؤال على حافة القيامة - 2008" و"السحابة بظهرها المحني - 2013"

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.