يقول الداخل: أنتَ لن تدركَ الداخلَ لأنك في الخارج.
يقول الخارجُ: ماذا أفعل لأدرك ما لا يدرك ؟
يقول الداخل: لا يحق لك أن “تنكت” أنا فقط أصنع الابتسامة من رحم الموت.
يقول الخارج : كيف أسليّك وأنت تحتكر الاثنين، النكتة والدمعة كلما بكيتُ أشهرتَ الجوكر المبتسم في وجهي.
وكلما امسكت بسكين وصنعتُ لفمي ابتسامة قلت لي عيب عليك. الناس تموت وأنت بماذا مشغول؟
يقول الداخل : أنت تنّظر لا تعرف معنى الموت في كنف القَتلة.
يقول الخارج : وأنت اثنان أيها السوري في الداخل لا تنسى ذلك قاتل وقتيل وما بينهما ( كوامخ) تتبادلان الأدوار وتدوران الضحية.
أنا منحاز لمن يموت أعزلا لأني لا أملك القدرة على معرفة نوايا الرصاص وأنت لا تخبرني.
يقول الداخل : أنت تحت المكيف ونحن نحترق؟
يقول الخارج : أه وأه على سماء المكيّف “بتعرف شو”:
سأطفئ المكيّف اللعين ، سأخرب حياتي، سأجد شظية أضعها في عيني اليمنى، أمسك سكينا اغرزه في صدر ابني، اسجن نفسي 60 يوما تحت مطلع الدرج، أعلق قدامي بحبل في خلف سيارة وأجعلها تسحلني.
ابعث لك بما لم يتبق من رواتب 18 شهرا الماضية. اشتري منبها يوقظني رنينه على إيقاع قنابل تنفجر كل نصف ساعة. اجوّع نفسي خمسة أيام ثم أرسم سندويشة فلافل على الحيط وأبدأ بقضمها.
أمسك أول معارض خارجي دجال يظهرعلى التلفزيون ابصق بوجهه وأقول له لا أحد يعول عليك، اتربص لمعارض أخر بطل مؤتمرات أركلُه لبطةً على ( محاشمه ) وأهرب.
ألطي بجوار قناة العربية لمن بحّ صوته وهو يعرض المأساة السورية ثم يجلس ليزدرد قطعة بسكويت مع فنجان من الكابتشيونو بعد الإفطار ويوقع على اتوغرافات المعجبين فانطحه على انفه.
أتظاهر أمام سفارة بلدي وانتظر الشرطة حتى تنهي إقامتي وتمهلني أياما لأغادر، احمل طفلي 11 شهرا أجرجر زوجة من بلاد العجم ونذهب إلى مخيم لأخوتنا القادمين من الداخل على حدود أحدى دول الطوق. “الطوق السوري بلا زغرة “.
أتركهم بعهدة بعض جامعي التبرعات ورحمة المخابرات الشقيقة أو الصديقة وأقطع الحدود بمغامرة فريدة أصورها على الموبايل.
واحمل بندقية ألتقط بها صورا مع الشباب الأبطال واضعها على صفحتي لأزيد شعبيتي أو استعملها لأقنص بها مجندا في الجيش الخائن لم يكتمل نمو شاربيه بعد وأصيح الله أكبر وبعد كل هذا .
أجيء إليك اجلس معك على نفس جهاز الحاسوب. أستأذنك أن أتفقد حسابي على ” كتاب الأوجه ” وأكتب انتم يا من في الخارج لن تفهموا ما يحدث في الداخل إنكم تعيشون في نعمة التكيف ونحن ننشوي بجهنم الموت”. ثم بطرف عيني أراقب “اللايكات” برضى
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.