منذ طفولتي أحلم بأن أرتكب جريمةً جميلة, بدون أي سبب.. فقط من أجل أن أشبع رغبتي بأن يكون لدي جريمة خاصة بي, هكذا.. مزاج..
الجريمة حق مقدس من حقوق البشر.. ولهذا لطالما حلمت على سريري في وحشة الليالي بجريمة تليق بي ويتم تناقلها عبر الأجيال.
مرت السنوات ولم أستطع أن أحقق هذا الحلم, لكن.. منذ أسابيع قليلة فقط سنحت لي فرصة تاريخية لارتكاب جريمة جميلة.
كنت قد دخلت غرفتي بعد منتصف الليل, إثر رجوعي من عند قصي حيث شربنا كثيراً.
وما إن دخلت غرفتي حتى لمحت أمامي شخصاً غريباً.
رمقته بحذر فرمقني بحذر.. ابتسمت بخبث.. فابتسم بخبث.. هززت برأسي فهز برأسه.
لم يسبق لي أن شاهدت هذا الغريب قبل الآن.
(الوقت مناسب لجريمة رائعة).. همست في سري وأسرعت إلى المطبخ حيث التقطت سكيناً حاداً ورجعت إليه.
كان لا يزال وواقفاً مكانه مثل أبله..
(ما أجمل أن تكون قريباً من جريمتك).. وعلى عجل طعنته في صدره.. ظللت أطعنه بمتعة إلى أن سقط أرضاً ليلوث سجادة غرفتي بدمه الكريه.
رميت السكين جانباً وأنا أبصق بنشوة على هذه الجثة, ثم تنفست الصعداء..
صدقوني.. لا يوجد شيء في الكون أروع من أن نقترف جريمةً ما, شيء يجعل الروح تغرد وتسافر عالياً فوق كل القمم.
جلست على الكرسي ووضعت رجلاً على رجل, وحتى الصباح ومن بين سجائري وأنا أتأمل بمتعة هذه الجثة.
(ما أجمل أن يكون لديك ضحايا) نعم, ضحايا.. الفرح هو أن يكون لديك ضحايا.
في الصباح دخلت أمي إلى غرفتي, وما إن لمحت جثة الغريب حتى رمت بنفسها عليه, حضنته وهي تصرخ ببكاءٍ مرير:
ـــ قتلوا ابني…..
أمي لديها حس فكاهة غريب, انحيت إليها وأنا انقر على كتفها بسبابتي لأهمس لها:
ـــ أنا هنا.. انظري.. صباح الخير..
لكنها لم تنتبه لي أبداً, استغربت جداً منها.. إنها أعراض الشيخوخة.
ثم مرت على هذه الحادثة أسابيع عديدة, ومن وقتها وأنا كل يوم أتحدث مع أمي, لكنها لا تنتبه لي أبداً, وكأنني غير موجود, ولا حتى إخوتي أو الزوار.
إنها أعراض الشيخوخة..
الشيخوخة أصابت كل الكون بعد جريمتي, أعراض.. ليس إلا….
ما أجمل أن يكون لديك ضحايا