عند منتصف الظهيرة، أو أقل مع أعواد المشانق، وقبل طبول الحروب سأعود إلى حوافِ مدينتكِ متكئاً على رؤوسِ أصابعي
عند منتصف الظهيرة، أو أقل سأكلمكِ عن ضحكةِ “غاليليو” في الكنيسة ويوم النكسة، وحرب تشرين والحوامات التي كانت ترمي لنا المناشير في الأعياد الوطنية، وصفعة أستاذ العسكرية وثياب مدرسة اللغة العربية ودرس الحيض في حصة الديانة وفوانيس رمضان، ورسالتكِ التي قالت بعد كأس الكونياك الثالث: اعتذر.
عند منتصف الظهيرة، أو أقل تكتشفين بأنني لستُ مثقفاً، جاهلٌ في بحور الشعر، والقوافي، وكتابة الأناشيد واعترفُ لكِ بأنني فشلت في اختبار العيش المشترك وعندما ظننتُ أنني نجحت في حياتي سجلتُ هدفاً في مرمى فريقي. وسأشرحُ لكِ كيف أن الكرة الأرضية مجرد مربع متساوي الساقين والحياة خليط يشبه النابالم وبسطات الشواء في الكراجات.
عند منتصف الظهيرة، أو أقل بعد انتهاء الحرب، أو قبل عند انتهاء المباراة، أو بعد في المطعم، وحلبات الموت، والرقص وملاهي الأطفال، ومحطات السفر، والمطارات، والشاشات العملاقة، والكرة الأرضية، والجزر المهجورة تكتبينَ لي: قد لا تعجبكَ رائحةُ أصابعي وأكتبُ لكِ: سأكون قبل الظهيرة لأراكِ.
عند منتصف الظهيرة، أو أقل عند عصور المشاع، والتشرد عند العصور القروسطية، والواقعية الاشتراكية والأدب الملتزم، والمقاومة، وحروب التحرير، وحركات التحرر، والانحلال الأخلاقي، وأفلام “باميلا أندرسون” عند عصور الحمام الزاجل، والطائرات الشراعية وطائرات الكونكورد، ومركبات الفضاء عند عصور السيف، والرمح، والمسدس والبندقية الآلية، والصواريخ الحرارية لن أرسل لكِ شيئاً وعندما تتعبين ترسلين: أرسل أي شيء حتى لو منجنيق لأحرق ما تبقى من حدود المدينة.
عند منتصف الظهيرة، أو أقل في المقهى، والمطعم، وكتابات نادلة المقهى لن نحصل يا عزيزتي على خصر “سالومي” ورأس “يوحنا المعمدان” على عينيّ الذئب، وعصا “موسى” لن نحصل على نهايات الموت، ورائحة القيامة لن تصير السلحفاة أسرع من الأرنب ولن ترفض أمهات “الأسكيمو” أن يشربَ أولادهنَّ من دمهنَّ لن يتوقف “الذباب” عن مصِّ دمنا ولن أصدق رسالتكِ التي لو أرسلتها لقالت: طيفكَ يحاصرني سأستبيحك..!
عند منتصف الظهيرة، أو أقل لن ينتهي العالم، ولن ينهض الأموات
عند منتصف الظهيرة، أو أقل لن يحصل ياعزيزتي إلا أن تقرأي قصة ليلى التي أكلت قيس مع الذئاب.
الصورة: ربيع رعد – تفصيل
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.