حجرة – ورقة – مقص

” إلى الطفل الذي أمسى أطول مني “

لم تحلم بأنْ تصبح فارع الطول، إنما كنت تطيل النظر في السماء بعد أن تستفيق كل صباح، كما لم يعد يخيفك شيء، الخزانة التي كانتْ تُخبئ البعبع تخلعّتْ مفاصلها و فتحتْ أذرعها تنتظر عناقا عقيما بعد التفجير الأخير ، و البعبع الذي تكسرتْ أسنانه;يمصمص الآن حبةَ تمر متمدداً في صندوق الشاحنة الريفية بعد أن تقدّمَ بطلبِ هجرة في خيالاتك المضطربة .

” لستَ بأحد إن لم يحبك أحد “

لا تتوقف عن المراهنة على حُب العالم حتى و إن كُنتَ تدفنُ وجهكَ في صدره ، لا تتوقف حتى و إن لم يُربتْ على ظهرك و يمسح خدك المبتل بالدموع.
لا تتوقف عن المراهنة على حب العالم، هناك من سيبتسم في وجهك لوجه الله فيك ، و هناك من سيبتسمُ خوفاً من حزنٍ كثير يتراكم فيثير وجعَ المفاصل في الركب.
لا تتوقف عن المراهنة على سيسيولوجيا بافلوف، كلّما ابتسمتَ بوجهِ العالم سيُناولك العالم وجبةً دسمةً من أصابعك و الندم.
خمسة عشر رجلا ماتوا لأن مزيدا من الرجال سيموتون، فلا يشعر أحد بالوحدة .
خمسةَ عشر رجلا سينقسمون إلى ثلاث أربعات يتناقشون في أمور الوطن المستعجلة ، و ثلاثة رجال يُصلحون أخطاء كل أربعة و هكذا.
هكذا تفكير طفولي سيتسبب بمقتلك يوما ما، لأنك لم تتعلم كيف يتطاول ظلك بحكمة و دراية.

” حجرة ستسحقُ مقصات العالم “

أنتَ حشري بالفطرة ، كان بإمكانك أن تخرُج من بطن أمك إلى الجنة مباشرة، لكنك اخترتَ أنْ تُعرِّج قليلا ها هنا و تقولَ ما عندك من حكمة مصنوعة على عجل، كان بإمكانك أن تصبح ملاكا بدون شهادات توصية أو استمارات تزكية من جهات مفبركة كشعارات مرحلة انتقالية لن تأتي .

أنتَ حشري بالفطرة و الحجرة التي وقعتْ على وجهها لم تُهشم الأرضَ فحسب, إنما تهشمتْ صلابتها في نفس اللحظة, مقصات العالم لن تستطيع تفصيل حياة على مقاسك، أنتَ الحجرة الفائضة عن حاجتنا, نحن المرهفون حد البلادة.