… يوم يكون الجسد جسر عبور للأرواح الميتة..
وجمال يغفو فوق سرير الجوع.
تحيك الأبجدية مؤامرة جمع الحروف وتبديل الإسم والمسمى..
وابتذال المعاني..
تنهي ما ابتذلت بتاء الربط المحكومة بامتصاص لقب بالعدم “عاهرة”..
فتلتهمها الأفواه الشبقة لتنعش رغبتها في سرد الحكايات..
ويوم يتوه الفكر في البحث عن الكلأ والماء..
تحوم الروح بحثاً عن ابتسامة في وجوه تعرفها..
فيضيق المدى.. وتتعب الخطى في فتح الدروب
يسير ذاك الجسر في امتداده نحو قارعة الموت..
موت روح ذوت قبل موت ما تناسل من رحمها من بضع ورود عجز زارعها بثمالة الشهوة عن رعايتها بعد إفراغها..
لم يكن القتل مناط بالحروب وحدها..
فالجوع حرب..
وما اسمته الأبجدية عهر هو السلاح
الجوع حرب الذات مع الذات..
وحرب الذات على الذات.. وحرب الجسد مع الروح.. والانتصار للعدم
تكلمت تلك الشاة قبل أن تسلم نحرها أضحية للشرف المهدور..
كنت مقتولة في لحظة غّرب فيها رحم امي عن لمسة حنان على شعر اطفالي..
واستراح ضمير ابي فوق عريهم.. وفرح زوجي بوجبة دسمة..
عندها لم ينسى المستهترون في بناء الجغرافيا تسجيل اسمها في اعلى الرق..
فرحين بتشظي ذلك جسد بين حراب الوكيل من قبل الله..
في وقت تكاسل فيه شعار العدالة عن الاتزان..
ولعب وسطى اصابعه في ترجيح كفة الادانة نحو تاء الربط وتشريع اطفاء الحياة
تلكم هي العاهرة..
روح متكورة داخل جمال مسروق على شكل رغيف خبز..
وكأس من الماء المحلى..
وذكم هو الشرف..
حشد من البشر يصفق لأضحية الخبز والماء
الصورة: اوديلون ريدون
…….