خاص بدحنون
ما معنى أن توقظ في غابة التاريخ أخطاء القيامة,
أن توقظ جوع الفراش وتَعد الأرغفة المباعة,
أن ترسم بالغيم على حافة السماء طفلاً
يرعى غيم ألوانه ويسمع صوت الرصاص,
أن تدوس على النمل وقد عافه النبيّ سليمان.
ما معنى أن يسقط المعنى معك في تابوت حكمته ويوصد على جثتك
بسرعة الطقوس الخائفة كي لا تتلعثم جثة أخرى بمعناك
وتصير ضحيةً باسمٍ شهيدٍ.
ما معنى هذا بغيبوبة العدم, ما معنى أن تبتر منزل الطفولة
فقد اهتزت أضلاعه من قذيفة وما اهتز على قلبك،
ما معنى أن تتشظّى ذاكرتك على معبر المعنى دون معنى
وتقف بصمت الحداد على جسدك
فلو اختلت مشيئة القذيفة لكنت مع معدنها،
لم كل هذا الرهان على مبضع الحرية
لم كل هذا الدم باسم الرب وروح القتيل وما بينهما،
رهان على جسد الحياة وطقوس الأساطير
ـ قالوا: “دمك الطريق”
قال: من أنا؟ لستُ القاتل!, ولدت من رحم لا دم فيه.
مائي الحياة، والحياة مائي!
وعندما تثاءب لمع نصل السكين بين أسنانه فكان القاتل والضحية!
ـ قالوا: سقطت اليوم سماءات إثر نزوة قذيفة طائرة قررت الولوج بقلب الرحلة.
فتحسّس أضلاعه وقال: لست أنا، ربما العدد القادم، وسُمع عدد متحرك يحدّث
كيف تحول أباه إلى عدد وهو يرقب الهدهد في فم القصيدة المسافرة!
ـ قالوا: خبر المساء ليوم الغد قد انتحر على معبر الوطن
وبقي العدد واحداً صمداً إلى الأمس واللانهاية…
نظر بعينيه إلى ساعته البيولوجية وقال:
هذه الهاوية… قامت قيامة الوقت!
حملوا أجزاءهم المتبقية, أخذوا قليلا من القهوة وقلماً وحفنة من الذكريات
بمناديل أمهاتهم واتجهوا إلى الجبل يمتطون نسرا من حكايات جداتهم
بعدما كسّروا فأس المعنى وتلاشوا كالآخرين في العدم… !
الصورة: بتصرف عن Reuters: Houssam Abo Dabak
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.