هديل ممدوح
لا أحد يحبّك يا محمّد خليل، حتّى أن أبناء بلدك لم يتعاطفوا معك! أنت في صفّ القاتل الآن، والوقوف الى جانبه أي القاتل يجبّ ما قبله وما بعده.
ربّما كنتَ شغلتنا أكثر لو أنك قُتلت بيد النظام، لا يهمُّ كيف فقتلى هؤلاء مختلفون عن قتلى أولئك
وأنا أضعتُ كلّ الحقائق وأنظرُ إلى كلّ من حولي بشفقة وأراهم يقاتلون كلّ شيء إلا أوهامهم.
لا أحد يحبّك يا محمد خليل، ولن يفكّر أحد أين قتلت! ولا أين سيدفن رفاتك
ولن يفكّر أحد بأمك ولن ينشر أحد صورتك مع حبيبتك/ خطيبتك/ زوجتك
فأنت لا تنتمي إلينا!
لن تُغرق صورك جدران صفحاتنا، ولن نَبتلع ألمنا كمن يلوك أخر وصاياه ولا ينطقها
والرصاصة التي أحدثت ثقباً في الرقبة، لن نزرع مكانها شجرة، ولن نسقي ما تبقّى من جذورك لتزهر ذكراك
نحن منشغلون الآن بالغرفة 1313 والحسناء التي خسرت عملها بسبب لايك
وأنت يا محمد لا أحد يحبّك شأنك شأن كل الفقراء، لا تذهب بعيداً بآمالك، لن يتحرّك من أجلك أسطول لأنك لست أميريكياً
ولن ينتخي من أجل نداءك أحد فلا عمامة على رأسك، ولا ترتدي زيّا يمثّل أي سماء
وليس بيدك كتاب مقدّس تقتل باسمه
لن يحميك أحد ولن ينقذك شيء
في الحقيقة ما حماك أحد وما أنقذك شيء! أنت الآن عزاء في خيمة وصورة بشريط أسود على جدار
وتابوتً بلا جثّة
وقبرَ فخريّ!
إنها ليست نيران صديقة يا محمد، ولن يتسنّى لنا أن نعرف طعمها، وألمها، وماذا فعلت بدمك
وعلى سيرة دمك، لن يحتملَ أحدً دمك في رقبته، الكل سيرميه إلى رقبة الآخر وهناك قائمة طويلة نستطيع أن نولّيها هذه المهمّة
لا تبدأ فقط بالنظام ولن تنتهي بداعش!
لا أحد يحبّك يا محمد خليل
لأننا ما أحببنا بعضنا يوماً
دعنا ننهي فصول الحبّ التي بدأناها، سنتذكّرك يوماً ما حين يفرّ أحد جيناتنا من أنانيّته ويروي حكايتك وحكايتنا بصدق!
لا احد رب رجل ملحد