وافي بيرم
كانت أول حالة حب في مرحلة الإعدادية، أحببت معلمة اللغة الإنجليزية، كانت مشرقة وجميلة، كان الخاتم في اصبعها يستثيرني واللحم يحاول تغطيته، لم تكن بدينة أبداً، فقط أصابعها كانت ممتلئة. تعلمت اللغة الانجليزية من أصابعها، كنت ألاحق حركة يديها في الهواء وهي ترسم الكلمات، بعد سنة سمعت انها تزوجت من شاب غني وانتقلت للعيش في السعودية، هناك يبست من قلة التعرض للشمس والهواء .
عندما كنت أصغر سناً، أحببت ابنة جارتنا كانت فتاة تكبرني بخمسة أعوام، لعبنا لعبة الاختباء واختبأنا سوية داخل خزانة معتمة، هناك تذوقت القبلة الأولى، في العتمة وَضعت يدها على قضيبي، وصارت تدعكه بقوة وانا متصلب داخل عتمة الخزانة، ثم أمسكت يدي ووضعتها على جرحها، إلا أنه كان محاصراً بشباك، ككمين لمن يحاول الوصول إليه، أحسست بأن اصابعي اعتقلت من تلك القوة الجاثمة حوله، وتسببت بحرقة في عضوي، كانت عتمة طويلة، كالانتقال عبر آلة في نفق الزمن، كان حبي لها مستمرا حتى فُتح باب الخزانة وانبلج الضوء، بعد عدة قرون سمعت انها صارت لوحة زيتية، يقف المشاهدون أمامها ليقرأوا الحضارات القديمة.
أحببت فتاة ربيعية، مزهرة وملونة، تحبس شلالات شعرها وتربطه بقوس قزح، كانت تعقد معي الصفقات، تلبس التنورة الطويلة، وأول عرض حصلت عليه مجانًا رأيت ركبتها، كانت تسحب التنورة للأعلى على الطريقة السينمائية، ينتهي فيلمي بمجرد اسدال الستارة، كانت تذكرة الفيلم علبة سجائر بول مول، أحيانا ولزيادة مشاهد الاكشن ارفق علبة السجائر بلوح شوكولا. بقينا مدة على هذه الحال، حتى اشتريت لها المالبورو وشاهدت نهاية الفيلم ،كان فيلماً خالياً من الكمائن والمكائد، فيلماً بتقنية HD. بعد زمن سمعت أنها انتقلت إلى الشام وتحولت لياسمينة، في حي قديم.
آخر فتاة أحببتها دعوتها للرقص في ليلة مقمرة، كانت أصوات الرصاص تعزف لحن الحرب، أقنعتها بأن الحب وحده من سيتغلب على الحرب، عندما ضممتها إلى صدري كراقص التانغو، لم أستطع إكمال الحركة القادمة، كانت قد تشبثت برقبتي وفمها ينبع دماً، قبلتها قبلتي الأخيرة وتركت على شفاهي أثر أحمرها، وطعم حلاوة دمها .
حتى الآن أحاول تقبيل النساء إلا أن جميع القبلات مالحة، أو بطعم الشوكولا ،أو بنكهات صناعية، جميع القبلات أصبحت كما القبلة الأولى في العتمة الدائمة، بجميع كمائنها المنصوبة بالأسلاك الشائكة، انتظر انبلاج الضوء مجدداً، وحدها فتاة التانغو من لديها طعمة القبلة المميزة، لم أعد أستطيع مراقصتها .
أجلس على نجمي المفضل، وأنا أشرب كؤوسي من دون أن أثمل، أراقبها وأتنقل بين النجوم الأقرب فالأقرب منها، وهي ما زالت تراقص الجنود والجثث، كمجنونة بالرقص، تراقص كل من تقابله، لكنها ما زالت محتفظة لي بالقبلة التي حالت دونها رصاصة قناص.
الصورة: تفصيل – إيغون شيلي
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.