6 –
مساء خالي الوفاض.. ربما، لكن نجمة تولد على الورق..
تضيء بضعة سطور عن مدينة تغالب ليلها الطويل.
مساء خالي الوفاض، لكنه يسمح لبرهة من التأمل.. لنفس سيجارة عميق،
وزفرة طويلة.
يسمح للرجل الوحيد، أن يقرأ لأنثاه قصيدة طيّ الكتابة
مساء وقور.. ربما، لكن خاطرة عن الشغب تنزلق عن رأسه الحاسر،
تحطّ على جرف العلوة، فيتدحرج الولد الشقي من كتف الرجولة، إلى ساحة العيد..
يصنع ميدالية من البلاستيك، يحفر عليها اسم جارته،
يشكل عصابة من أولاد الحارة،
ويغير على أعشاش الدبابير، وشجر التين في الحي المجاور
يخلّص الولد الأبله من جاره اللئيم، يصنع ربابة من شعر الحصان،
وتمتلئ الظهيرة بالنشاز..
يقلّد المغامرين الخمسة، ويتعثّر في حلّ اللغز
حين تسطو عصابة أخرى على متاجر الذهب.
مساء جليل هنا، وغيمة أول السطر، تبشر بزخة من المطر الغزيز، تنزّ من الذاكرة،
تحمل باب عمرو، وساحة العاصي، إلى مسقط رأسي.. تعبث قليلاً بالجغرافيا..
متاريس الرستن، في حي الجورة.. باب السباع، عند مدخل البوكمال..
الجسر المعلّق، غرب جسر الشغور، حمص في الشمال والجنوب،
ودرعا في شرق البلاد، الميادين في غربها.. هكذا تتجول الشوارع والأحياء والقرى،
من مدينة إلى مدينة، تطوف البلاد، على إيقاع أغنية واحدة، هتاف واحد،
حنجرة واحدة، وشال من دم الشهداء، يتهادى على وطني في هذا المساء الجليل..
ومساء مشاكس، يسهر فيه حيّ القدم على شرفة في المهاجرين،
يركل رأس البلية.
(من دفتر الطفل)
راااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائع