صمت

– إضطراب

في الطريق
بين أنا كما أبدو لنفسي
وأنا كما أبدو للآخرين
ضاع مني حلمي
وضاع مني اليقين

أشتاق للآخرين فأنشد رؤياهم
أشتاق إلى نفسي فلا تسعني المرايا

هذا الحشد معي على إشارة المرور
لايعنيني بشيئ ولا أعنيه
كطفل أنا
أراد أن يجمع النور إليه
فما حصدت سوى الفراغ يداه

تريد الجنة وأنت على قيد الحياة ؟!
ما ناشد مآربك مجنون أو نبي

قلوبكم آخر معاقلي
إذا تحولتم
سقط الإنسان بداخلي

أمامكم حاملا ضعفي والجراح
بكل ما أوتيت من قوة
حنت على ظمأي غيوم
وما حفلت به رياح

هكذا
منذ أن صارت الحياة احتمال
صار وجودي
إنتهاز فرصة و إنتظار

– إكتفاء

أعتز بما لدي وأفخر
باب ومفتاحه نحو الفراغ
أعتز وأفخر
لا أفهم الأزهار
وروحي أضيق أفق من ترجمة رحيقها
ويفرغ الوهم شهواته بي
كعجوز يفرغ كبت سنين العمر
بجسد طفلة صغيرة
رغم ذلك لا آبه
أمضي كيفما اتفق
ولو قابلت حقيقة تخالف وهمي
شوهتها لتشبهني
على أبواب الجحيم
أطرق بقبضتين من خوف وشك
وأصرخ غير مكتفيا:
يا خطيئة حبذا لو أقدر على اقترافك
من عاش فضيلة مفروضة عليه
فقد أذنب
أمضي
ويمضي الحلم بي أو بدوني
لا ظل لي في نور
ولا وزن لي في أرض
كأنني لم أولد
أمضي خفيفا
لايثقل علي يأس ولا أمل
لا خير يحملني لشيئ ولا يضنيني وزر
وحين قطع طريقي اليقين
أفرغت ما في جيوبي من ظنون
فالتبس أمري عليه
وسألني:
هل هذا أنت؟
فقلت: لا
أنا ذئب الفراغ الذي التهمني

الصورة: By Cora Murphy