تغيرت الكثير من المعطيات على أرض الواقع إلا أن إعلام الثورة لم يواكب هذه التغيرات وكان دائماً منحازاً لجانب الفصائل المسلحة في الثورة والخطاب الديني، إذ كان كل انتقاد للعمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الحر أو سواه أو انتقاد تجار الدين الذين يتلاعبون بمشاعر الناس ويبيعونهم الأوهام يعتبر “نشراً للأخبار الكاذبة واعتداءً على هيبة الثورة” وكان الكلام عن هزيمة الجيش الحر في أحد المواجهات يعتبر “إيهاناً لعزيمة الثوار” فتحول وصف الهزيمة إلى “انسحاب تكتيكي” إن استطاع عناصر الجيش الحر الخروج من المنطقة أو إلى “مجزرة ضد المدنيين” إن لم يتمكنوا كما حصل في التريمسة. وبدلاً من تحليل المعطيات وتوصيف المجريات تحول الإعلام الثوري إلى التحريض وتجاهل الحقائق إما بدافع الغضب أو لتلافي نشر أخبار قد “توهن العزائم”.
» اقرأ المزيد