رحلة العودة إلى حي “الدحاديل”: (هذه ليست حارتي، إنها كومات من الحطام والدخان والغيظ)

-"وقفنا مرعوبين وهم يوجّهون البنادق إلينا، ويصرخون أن نقف.. ووسط خوفي استطعت أن ألمح جثتين لرجلين متكئين على برميل القمامة.. وحينما كان أحد العناصر يسألنا زاعقاً عن وجهتنا، ويطلب هوياتنا، كنت أراقب بطرف عيني أحد العناصر وهو يصوّب على أحد الجثتين ويطلق عليها ضاحكاً، فتهتزّ الجثة قليلاً ثم تقع.. ينطلق رفيقه ويسندها من جديد، ليكمل الآخر تدريبه في التصويب على الجثة كدريئة حية..".

حرب الشائعات في سوريا: “غياب للإعلام، غياب للغة العقل والتفكير”

همست زميلتها متلفتة حولها كي لا يسمعها أحد. الأمر الذي جعل ناقلة الخبر (المؤكد) تصمت. ولا أعرف إن جعلها ردّ زميلتها تفكّر بتفكيك ما نقلته، أم أنها كانت تتهمها، في قرارة نفسها، بأنها تدعم الثوار برأيها هذا، أم أنها كانت تشتم زميلتها التي لا تشعر بالخطر القادم من (الجماعات الإرهابية المسلحة) التي يذكرها الإعلام الرسمي كل يوم مئات المرات، هو المسؤول الأول عن حرب الشائعات المسعور الذي يعمّ سوريا!!