كيف نفكر بالمستقبل؟
هذا السؤال هو السؤال نفسه: ماذا نريد.
من المستحيل التفكير بمستقبل سوريا أﻵن إلا وفق منطق البنية البديلة المختلفة المتجاوزة المتقدمة تاريخيا عن البنية القديمة.
البديل، الاختلاف، التجاوز، التقدم، مفاهيم مترابطة لتحديد مستقبل سوريا. والمفهوم الموحد والجوهري لوحدة كل المفاهيم هو التقدم.
اي بنية بديلة ومختلفة لا تكون متقدمة على البنية القديمة بنية ماضوية وربما تكون اكثر سوء من البنية القديمة.
لما كانت بنية النظام الحاكم بنية ديكتاتورية ذات طابع عصبي أقلوي مزين بطابع حزبي قومي واشراك شكلي لفئات أخرى وذهنية ريفية عسكرية -أمنية فاسدة- فالبديل ليس بنية داعشية نصراوية سلفية عنفية ريفية.
أو بنية ديكتاتورية من اي نوع آخر.
وهذ يعني ان البديل يجب ان يكون متقدما. بهذا المعنى نفهم مفهوم التقدم فقط.
هل يمكن إصلاح النظام القديم؟ أي هل يمكن ان يقود إصلاح البنية القديمة إلى ولادة البنية الجديدة؟
إذا كان بعض الناس يفهم الاصلاح قيام ديقراطية ومجتمع مدني ونظام قضائي انساني وتأسيس جيش وطني فهذا ليس اصلاحا. هذا بديل بنيوي متقدم.
ما دون ذلك لا يقود اﻹصلاح إلى تجاوز البنية، لان إصلاح البنية يعني البقاء عليها.
فإصلاح الدكتاتورية هو الابقاء عليها بقمع أقل ليس إلا.
إن وضوح البديل المتقدم أمر في غاية اﻷهمية. ويجب أن يتعين بالممارسة على اﻷرض.
ليست المشكلة بالطابع اﻹسلامي الشعبي للمقاومة الشعبية الثورية اﻵن.
بل المشكلة بالاسلام السياسي الايديولوجي العنفي المتعصب.
ولعمري إن التمييز بين اﻹسلام الشعبي بوصفه ثقافة موضوعية وبين اﻹسلام القاعدي أمر هو اﻵخر على غاية كبيرة من اﻷهمية.
ما هي الفروق بينهما ؟ هذا يحتاج إلى قول جديد آخر.
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.