الصفحة الرئيسية / نصوص / نثريات / نكاح الأفكار…!!!! – عدنان احمد

نكاح الأفكار…!!!! – عدنان احمد

أعتذر . قبل كل شيء على استخدام ألفاظ مباشرة . الفكرة لا تحتمل سوى تسمية الأمور بمسمياتها . وأوكد من البداية اني سأستخدم ألفاظ لغوية . لا تصلح لأصحاب الحساسية تجاه المباشرة في الكلام . وتجاوز حاجز الحياء .
لكن ما يبرر لي استخدام اي شيء . ( لا حياء بالعلم ولا حياء بالدين ) .والانسان في ولادته ومماته يكون عارياً . وفي اقدس ممارساته الدينية يكون مجرداً من الزيف .
بداية الفكرة :
من منطلق النقد الذاتي وتصحيح المسيرة والتقويم . ومن منطلق بأن الانسان حين يريد التخلص من اوساخه الخارجية فأنه يكون عاريا عن اي لباس . تفصل الماء مادة التطهر والتغسل عن جسده المتسخ ليشعر بعد الاستحمام براحة جسدية.
عقولنا تحتاج لمثل هذا الفعل البشري الفطري ؟.الاستحمام .لكن الافكار الداخلية لا تصلها المياه . فرتأيت ان استخدم معها فعل الحياة .
سأرمي بكل ما في ذهني من افكار على الطاولة . وسأجردها من أي تبعية سياسية ودينية وتاريخية . سأعريها . سأسمح لأفكاري بان تمارس فعل الحياة فيما بينها .
ومع ان العلم والطبيعة تقول :
بأنه لايمكن التزاوج بين شيئين مختلفين بيولوجياً ..اي لايمكن التزاوج بين النبات والحيوان
. فأن افكاري الغير منسجمة بيولوجيا مع بعضها البعض لن تتناكح وتتكاثر ..وستبدأ مسيرة الصراع على البقاء والتكاثر . والاقوى هو الأجدر . على البقاء . والتكاثر . واي فكرة عقيمة . ستموت ولن تستطيع الانجاب . ولكن ماذا لو حدثت طفرة جينية في افكاري . ربما الطفرات تكون جيدة في بعض الاحيان . على اية حال . هذه هي الحياة . وسابدا بتعرية أفكاري العشر  . اعمدة الحكمة العشرة في ذهني .لعلي اصبح بعد ذلك نظيفاً ذهنياً وقادراً على الانجاب الفكري واصبح نموذجاً لثائر سوري  .
عمود الحكمة الاولى ( تسيس الثورة الفكرية):
انا نتاج تربية 3 مجتمعات سورية مختلفة الرؤى الفكرية ( القامشلي – حلب – الشام ) ومن منطلق خلفيتي الاجتماعية الفكرية المتشابكة تولدت في ذهني مجموعة افكار سياسية:  لا هي ليبرالية دمشقية – ولا هي راديكالية قامشلاوية – ولاهي رأسمالية حلبية . ومن هنا لابد من تجريد افكاري السياسية قبل ان اعلن توجهي السياسي . والى حينه ارفض تسييس الثورة الفكرية في ذهني . الى حين تعرية كل الافكار . لأبدأ من جديد .بتكوين فلسفة سياسية  متجانسة بيولوجيا معي واجتماعيا مع خطة المستقبل .
عمود الحكمة الثانية ( لا للعنف) :
طبيعتي السورية ومن خلال لغة العصفور والحقل وغنج صبايا حلب وبهاء قاسيون وسكانها . لم أتعلم العنف فهم شعوب تقبل العشاق وترفض الشبيحة . وتلك الشياطين التي تزن في رأسي لألعب حمل الاثقال وأربي عضلات واصبح بصورة عنيفة . لأن انوثة سوريا تعشق العضلات . ارحلو من ذهني . فأنا كنت زير الياسمين . دون عضلات .ومن هنا اعلن تعرية افكاري الاجتماعية . ولأعرف  من تلك الفكرة المندسة في رأسي التي تطلب العنف .
عمود الحكمة الثالثة (لا للطائفية) :
كنت ارتاد في سنوات الصبا على تلك الاخوية الجميلة التي تسمى اخوية السريان . كنا نمارس كل ما نهوى .سريانياً ارمنياً مسلماً عربياً كردياً . كان لي صديق كلداني شاركته طاولة الدراسة 3 سنوات . حضرت دروسا في اللاهوت . وقبلت يدي مطران الكنيسة . وتراجعت منكمشا كلما دفعني احد العجزة في الجامع لتقبيل يد الشيخ بعد اتمام خطبة الجمعة . لم اعرف يوما تلك الفكرة اللعينة . يبدو ان التعرية على المستوى الديني . ستكون كبيرة . اقسم بكل الاديان . سأعري كل افكاري الدينية على الملأ وسأعلن الحكم عليها علناً ولن اخجل من النكاح الفكري عندما اجد مبتغاي في فكرة دينية ما.
عمود الحكمة الرابعة (لا للتدخل الخارجي ) :
اكثر ما كان يزعجني في صغري . ان نكون قد قررنا في المنزل شيئا ما بعد نقاش طويل بيني وبين اخوتي ووالدي . ثم يأتي أحدهم من خارج الاسرة . فيطرح الموضوع امامه فيبدي برأي مخالف . ونبدأ حكاية الاقناع مع ابي وامي مرة اخرى . اكره التدخل الخارجي . .
عمود الحكمة الخامسة ( لا لأنصاف الحلول ) :
من اكره الاشياء. هو النصف . قسم الورقة بينك وبين زميلك . يعني هو شاطر بس كسلان بالفيزياء . يعني يا كسلان يا شاطر . يعني يا معارض يا موالي . يعني يا قدري …يا مو قدري …ويا جميل ويا موجميل …يعني يا مجلس يا قايم .
عمود الحكمة السادسة ( الحزم : بدي ومابدي )
في المراهقة يكون التردد سمة واضحة على المرء . فهو يشتهي بحكم الغريزة فعل كل شي خارج عن تلك اللاءات العائلية وبنفس الوقت لا يريد, احتراما لتلك اللاءات ..يبدو اننا في فترة المراهقة السياسية و الفكرية . فتجدنا في ساحة نعلن رفضنا للتدخل ,ونسمي احدى الجمع : جمعة الحظر الجوي . يعني بدك ولا ما بدك
عمود الحكمة السابعة ( خطيئة الحواس ) :
اصبح لساني هو الناطق الرسمي بأسمي . والمسكين اصبح بين نارين . نار افكاري المتضاربة المتشابكة . ونار قلة التمارين التي امارسها لعضلة الفكين . فأحياناً يخون لساني الفكرة . وأحيانا تتعب العضلة  أو تحركها باتجاه خاطئ مسببا إما تمزقاً لغوياً او تعضلاً فكياً . لكن ما هو اكيد بأنه ضحية مؤامرة فكرية ادت به لأن يكون يوما ناطقاً جيداً ويوما ناطقاً سيئاً حسب الجهة المسيطرة .ومن هنا لابد من تعرية الافكار وحصر النقاط الذهنية المتأمرة على المسكين .
عمود الحكمة الثامنة ( خطيئة الولادة ):
فكرة الولادة بحد ذاتها في شرقنا تحتاج الى اعادة نظر . فالولادة تحتاج الى اسرة قد تشكلت بقوة خارجة عن اردتنا وافق شخصان هما الاب والام . لينجبو مولوداً . يكون أحد منا . تلك المؤسسة هي بداية الخطيئة . عندما تنشأ على مبدأ سنة الحياة . ولا تكون مبنية على اساس الحب والتفاهم والالتقاء متحديا حتى القدر الذي يرضخ لارادة الحب . فتكون الولادة ناجعة ومثمرة ام اذا كانت المؤسسة بحكم العادة . فتأتي الولادة . بمحكم العادة . ويكبر الطفل بحكم العادة . ويصبح معاقاً اجتماعيا بحكم العادة . واقصد من وراء هذه الفلسفة تعميق الحب وليس نقد العادة . حتى اصبحنا اليوم ثوريين بحكم بالولادة .
عمود الحكمة التاسعة ( لا لخلط الاوراق ) .
بعد خبرة طويلة لوالدتي معي . بحكم الامومة وبحكم التربية وبحكم المعرفة السابقة للمورثات التي اورثتني اياها . اصبحت تتعامل معي حين اقف . على باب المطبخ اطلب . شيئاً ما غير متوفر في المنزل في ساعتها . وعندما اعرف عدم توفره في المنزل ازداد تمسكاً بالطلب . لم يفد العنف في علاج الامر . اصبحت السياسة خير وسيلة . بخلط الاوراق وتطبيق سياسة . خليني اجيلو واتغدى عليه قبل ما يتغدى هو علي . ليش هيك مبارحة عملت ؟ شو عندك اليوم وظايف ؟ طب روح جيبلي الشغلة الفلانية ؟ اعتقد نفع الامر . وأجل التسونامي الى حين . لكن . لا انسى مطلبي ولا يضيع حق ورائه مطالب .
عمود الحكمة العاشرة ( الأنتماء ) .
هذه الفكرة الوحيدة التي كانت تكبلني وتجعلني افعل ما يطلب مني  صامتاً واطلب ما اريده مصراً . فعند القيام بامر ما يخص العائلة . تكون الكلمة الاولى قبل ان تتحرك عضلات الوجه بأبداء استيائها . الامر الذي نقوم به هو لك . فأسكت حقاً هو لي بالاخير .. وعندما اطلب اصر ومقولتي دوما . اذا لم تفعل لي هذا لمن تفعله . نعم هو قدر الانتماء الذي يجعلك . تقبل الواجب وتصر على الحق .
في ظل هذه الاعمدة . وفي ظل اختلاط الاوراق . اعلنت عن نفسي بان أعري افكاري . واضعها على الميزان الشخصي . 
ولكن السؤال . انا صاحب تلك الافكار . كيف ساكون الحكم .؟
لن اكون الحكم في كل شيء . هناك ما يخص كياني سأكون حكما وفيصلا وما هو خارجه وعلى ارتباط مع كيانات اخرى في علاقة متبادلة . سأجعل حكم الطبيعة هو الفيصل والقاضي . فالفكرة العفنة العقيمة . بحكم الطبيعة ساقطة . والفكرة السليمة الخصبة . هي  بحكم الطبيعة مستمرة .
الثورة السورية :
هي افكار . وفق لقانون الطبيعة . سيستمر ما هو خصب سليم . وسينجب مستقبلا . مثله . وما هو فاسد سيموت في مهده . واما الطفرات . فاعتقد بان زخم الافكار ستطحن الفطرة الطفرة . …
وسيكون هناك مولود سوري بحكم الطبيعة .

ويلا عالنصر  
عدنان أحمــــــــــد

عن دحنون

دحنون
منصة تشاركية تعنى بالكتابة والفنون البصرية والناس.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.