.
.
.
.
عدنان أحمد
.
يقول المفكر الأمريكي “Alan Deutschman” في كتابه (Change or die)
“غيّر نفسك أو ستموت”.. جوهر المشكلة التي تواجه تغير واقع ما هو الفصل بين الجماعة التي تعيش ذلك الواقع والبيئة التي ساهمت في البناء الفكري والنفسي لتلك الجماعة.
ومن عنوان الكتاب نستشف الفكرة الرئيسية: المجتمعات التي ترفض التغيّر تحكم على نفسها بالموت. من هنا استطيع أن أؤكد وأؤمن بما أقوله بأن الشكل الحالي للنظام السوري بكادره وهيئاته ميت لا محال (هذا أمر طبيعي)
لكن هل تقبلون مني أن أقول… نحن من نقف بالصف الآخر – في صف الثورة – إن لم نتغير سنموت قبل أن نجد الثورة قد أتمت أهدافها. فنحن نملك من ذاك المخزون الفكري الكثير من أمراضه… وأمراضنا
التشبيح: ظاهرة موجودة في كل مكان حتى في المؤسسة الأسرية . فالرجل يشبح على زوجته من خلال تغطية مشاكله اليومية نتيجة المجتمع المرضي , بالتشبيح بشكل وأخر .حتى بالابتسامة . وحتى بحلم السياحة الداخلية .بزيارة يوماً ما الى الشاطئ السوري . الممنوع على السوري .
رفض الآخر: تجدها في أعلى مؤسسات المجتمع قدسيةً وهي المدرسة . مازالت مناهجنا تقوم على الالقاء ثم مطلوب من الطالب الحفظ ثم يسمع أستاذه ما حفظه حرفياً دون زيادة او نقصان . هي منهجية تربوية فكرية . نحن جيله . لابد ان ندرك بأن منهجية التربية التي قمنا عليها خاطئة . فلا نذهب كثيراً لتصديق أنفسنا بأننا دوماً على صواب . فقط التأني في طرح الفكرة وقبولها .
المساواة: نظرية مكتوبة في الصحف السماوية . ومكتوبة في الكتب المدرسية . لكنها في فكر السوري في غالبه غير موجود
فعندما تقول الام : يا بنت . قومي حضري الغداء لاخوك فهو متعب من العمل . وهي توها قادمة من الجامعة او من الوظيفة . هنا قتل المساواة . واضيف قتل الحب . فإن لم يكن الدافع هو الحب المتبادل بين الأخين ليقوما بعمل منزلي . فهو فكر مريض من عصر الشبيحة
ثقافة الكراجات: “علي الديك” و”سارية السواس” هذين الشخصيين الغير مهمين كأفراد. لكنهما تمثيل لثقافة ما تقصّد النظام – في السنوات الأخيرة في ترويجها – هي ثقافة تجعل من الأنسان الغاضب بداخله، الرافض لشخصه من ان يفرغ محتواه في ثقافة اجتماعية ترفيهية تجره كجاذبية الارض نحو الهاوية الاخلاقية .. لم يعد جلال الدين الرومي.. ولم يعد شربل روحانا ولم تعد ماجدة الرومي ولم تعد فيروز ولم تعد تراتيل حمزة شكور وألحان “رقصة ستي” و دبكة الجبل وربابة البادية ومواويل سعدون جابر تناسب الحالة الاجتماعية ولم تعد كافية لإمتصاص الغضب الشخصي، بل هؤلاء يزيدون من انغماس المواطن بالحلم الشامي الجميل.
تغيّر قبل ان تتغير ….
تغير قبل ان تنتحر …
تغير قبل أن تدرك بأن الفكرة التي تعاصر يومك الان، قد اصبحت من الماضي. فتصبح كالمخلوق الذي يدور حول الناعورة. لا ماء يتدفق ولا أرض تسقى.
لم ينته العصر الحجري بعد… فغريزة البقاء مازالت هي الدافع للانسان على العمل.
ايها السوري انهض وتغير فليست الثورة الا رسالة الله اليك. لتعود الى العمل من جديد. وما الثورة المهدي الذي ينجيك من قدر لا بد عليك من العمل من اجله.
نحن أمام هذا السؤال ….هل سنتغير …؟؟؟؟؟؟؟
يجب عليك تسجيل الدخول لاضافة تعليق.