من النافذة الخلفية – نجاة عبد الصمد

نجاة عبد الصمد:: ثم حمل جدي من استطاع من عائلته، وجاء بها إلى مخيم اليرموك. طاردتنا شرور بلفور حتى بعد اهتراء عظامه.. يستطيع الفلسطيني أن ينزح من سوريا متى شاء، أو متى نفذ صبره من الخوف أو من الجوع. ولو نزح، فليس له أن يعود إليها

نجاة عبد الصمد:: كيف حال دير الزور؟ سؤالٌ لا يؤلم صديقي المهاجر إلى ألمانيا، لا يؤلمه إن كانت ما تزال على حالها هناك تلك الصور المصفّفة بأناةٍ في زاوية الصالون في بيته المهجور

نجاة عبد الصمد:: يدسّ الطفل رجله في الفردة اليمنى بلا لهفة. ما تزال الفردة اليسرى في يد البائع، يستعجل فك رباطها بأظافره الصفراء ليكمل الصغير قياس الخفافة السوداء.

نجاة عبد الصمد:: يا إلهي كلهم سوريون! وجوههم، شقاؤهم، غضبهم، يأسهم، اجتهادهم، صبرهم، أمانيهم... هي النكهة السورية الدامغة تطلع هنا من شقوق الأرض ومن منافذ الفضاء...

نجاة عبد الصمد :: دحنون / أنا موجوع. يدي تُشوى الآن فوق ماسورة الرشاش. لا أستطيع سلخها عنه، لا أعرف لماذا تسخن هذه الماسورة مثل قسطل المدخنة على سطح بيتنا هناك في ضيعتي "أم الزيتون".

نجاة عبد الصمد   كنّ مدلّلات، خريجات جامعة، منهنّ سيدات أعمال، ومهنيات، وفنانات… كانت لديهنّ أملاكٌ ومجوهرات… لم يخبرن ضنك الحياة، ولم ينقصهنّ المال يوماً. كان ينقص الكثيرات منهن خبرةً …

نجاة عبد الصمد:: … لكنّك يا بلدي، يا أجمل الأوطان حيٌّ أكثر مما يسيئون بك الظن

نجاة عبد الصمد خاص بدحنون.. 1. تقول الفتاة: يا حسرتي على المناديل التي شربتْ دمعي، على مراسيل الهوى، يا حسرتي على كل حبلٍ رميته في دربه قبل الحرب، ولم يلتفت …

نجاة عبد الصمد   سؤالٌ أول إلى أم عبد الله: هل كانت تلزمنا الحرب كي نعرف بعضنا بعضاً؟! بعد أكثر من شهرٍ من نزوحها إلى السويداء صارت أم عبد الله …

نجاة عبد الصمد     “كنتُ طفلاً حين رحلت فرنسا عن بلادنا. في ذلك الربيع لم نزرع حقلنا بالفول. أسير في العصرية مع المرحومة أمي. لا أحد على الطريق. يلوح …

نجاة عبد الصمد    كفتنة الموج يغزل خطواته بين السادة المترفين. مفتونٌ بشبابه، بصهيل الحياة في عينيه، وبطعم التفاحتين، والورد، والنعناع، والعنب، تمتزج كلُّها في رئتيه بطعم حريقٍ وطعم لقمة …

نجاة عبد الصمد خاص بدحنون   كلّما مرّ الجرّاح بساحة المدينة، ورأى أسراب الوشوم تختال كالغربان قفزت إلى ذاكرته صور شقيقاتها القديمة التي رسم بيديه مصيرها البائس. يذكر أنه قليلاً …