الطفل عند منعطف النهر – ٩

نواعير حماة، نواعير ملقا.. نهر العاصي، نهر بيرتام.. أطبقت الأنهار علي فجأة.. وأطبق صوت القاشوش على المكان، دخت.. دارت الدنيا من جديد.. وأردى الصياد رفّ الزرازير من جديد، تناثر ريش القطا، سقط أحمد الجمول من على نفسه، بصق أيمن الحمش الدم من فمه، ونفض عن جثته التراب.. هرول معاذ الركاض، تعثر، نهض، أطلق هتافة الأخير، سال دمه على عنق أخيه.. تناثر رذاذه على نواعير ملقا، أنّت له نواعير حماة.

نصف وجه كامل

نحن هنا.. نقرأ صدفةً خبر الاغتصاب، نصمّ آذاننا عن آهات الجسد المحترق المنهوش الرغبة، ونقلب الصفحة لنجد آذاناً مقطوعة، وأنوفاً أضاعت وجوهها، أو وجوهاً أضاعت أنوفها - لم يعد هناك فرق - فئرانٌ تسرح بين الدم و الحديد و الجثث المتفحّمة المعالم.. بقايا شَعر، وخلخالٌ لا زال يتمسّك بالكاحل الأنيق..
نقلب الصفحة..

العربي يقذف

فلنتظاهر أننا طبيعيون…رغمًا عن الرقم 40 فلنتظاهر.. !!أننا لانتحارب لأربعين عامًا من…