إلى كل أولئك الذين لا يجيدون الرقص

يارا باشا:: أحب أن أرحل دائمًا. يشبه الأمر أن أختبئ تحت السرير، ثم يبدأ الجميع بالبحث عني، أشعل سيجارة وأراقب العالم من تحت سرير صغير، تلك تسليتي حين أفشل في توجيه رصاصة إلى رأسي.

يارا باشا:: أحب أن أرحل دائمًا. يشبه الأمر أن أختبئ تحت السرير، ثم يبدأ الجميع بالبحث عني، أشعل سيجارة وأراقب العالم من تحت سرير صغير، تلك تسليتي حين أفشل في توجيه رصاصة إلى رأسي.

طلال بو خضر:: كأنّهم يعرفونَ، كلّهم، صِغاراً، إذ ينزفُ منهم واحدٌ في إصبعه، يَجرحون أياديهم، ويُلصقون الدم بالدّم، ثمّ، مع ابتسامةٍ تُشفي، يقولون: تآخَينا، سنُحبّك للأبد

محمد شبيب :: منذر السوري الصغير كبر خلال أربعة أعوامٍ، يستعد للخروج من جحيم الوطن إلى جنة اللامكان، سبقه الكثير من المناذرة، فتحوا الدروب المغلقة في البحر والجو والغابات شقوا الطرق العصية بأجسادهم، وهو يستعد ليلحق بهم، سيشاهد بعض قبورٍ مصنوعةٍ على عجل على جانبي الطريق .. لقد مرّ السوري من هنا.

محمد حاج حسين :: أجابتني من خلف الأمواج أصواتٌ أعرفها، تاركةً في الأفق صدى، كانت من قاع البحر تأتيني، من الرّمال تحت أقدامي، من لون الملح في الغروب، تأتيني كأنّها أصوات الظل الذي ما زلنا نكتبه فوق الجدران ونرسمه، أو نتركه دماً في قبوٍ للتعذيب.

نسرين جقلي:: وأسأل نفسي دائما عن الصم السعداء المحظوظين الذين لم يسمعوا شيئاً منذ البداية، لا شيء يعافي الأذن التي أنصتت منذ اليوم الأول للعرس الذي صار جنازة، لا موسيقا عذبة ولا حفيف الشّجر ولا خرير الماء ولا كلمات الحبّ الرقيقة كلّها..

نوال عبدالله:: كانوا قد تعلّموا العبريّة قليلاً بعد أن أصبحت مادّة في منهاج المدرسة، وكانت تلك الدّروس تكفي ليعرفوا أنّ "عافودا" تعني "شغل". وهكذا راحوا يلقونها كالتّحيّة على كلّ من اعترضهم من سكّان المستوطنة.

حسين الماغوط:: - أحدثني عن حياتِي سابِقاً، يحكي يحكي يحكي، دونَ توقف... لم أتح لنفسي دقيقةً لِلحديث، أردتُ أن أتحدثَ أيضاً ، لم أسكت !

طلال بو خضر::أنا من مدينةٍ صغيرة جدّاً، عدّة بيوت مُلوّنة بالطين وموقفُ باص وشارعين: كبيرٌ رئيسي وضعت الحكومة فيه شرطيّاً، وصغيرٌ خلفيٌّ لتبادلِ القُبل وتدخين السجائر بالسّر

كنان درخباني:: البارحة فقط، عندما عانقتني، كانت رائحة الحصار أقوى من رائحة ملابسها، للمرّة الأولى أعرف أن رائحة الملابس الملطّخة ببقايا الطّعام، يمكن أن تصبح نوعاً من التّرف.

أنس الأسعد:: يضغط العقد الثاني من القرن العشرين، على العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين بقوة. الحرب العالمية الأولى، تشظي الامبراطورية العثمانية، محاولات كولونيالية لترسيم خرائط المنطقة نجحت ولم تنجح، حق الشعوب بتقرير المصير، كلها أشباح مازالت تحوم فوق رأس الثورات العربية، وتهيمن بمختلف الذكريات والأحداث.

محمّد عبد الحميد حسين:: مُدُنُ الكَلامِ أَخْفَتْ صُبْحَ المواقِيتْ... والوعودُ جدارٌ مسلّح؛... ما عُدْتُ المنَافِذَ أرْتَجي.

اعداد دحنون:: بطاقة تعريف التشكيلي علاء حمامة

حسام ملحم:: يُقالُ، أو بالأحرَى، يقولُ العلمُ: "الحيوان يشمُّ ارتفاعَ نسبةَ الأدرينالِين في دَمنا حِينَ نخافُ، فيُهاجِمنا".
وبكلِّ ما أوتِينا من سخفٍ، نَقتنعُ بذَلكْ، دونَ أن نفكّر لوهلةٍ، أنّه يشمُّ ارتفاعَ العدوانيةِ في دِمِنا، على سبيلِ المثال، فيهجمْ.

عمر بقبوق:: قدمت المخرجة اللبنانية الشابة لينا عسيران مسرحية "المطهر" في مساء يوم الجمعة 19 حزيران على مسرح دوار الشمس في متن بيروت. العرض الذي يندرج بصفة عرض تخرج لطلاب التمثيل في الجامعة اللبنانية لم يبدو عرضاً طلابياً

عساف العساف:: كان لزاماً أن نستقيظ باكراً يومها، ابناء و بنات خالة وعمّات، فزعة لخالي المهندس الكهربائي الذي طخ في باله أن يجرب حظه في الزراعة هذه السنة، ربما أملاً بشراء بيت خاص له. قبل السابعة أوصلتنا الحافلة الصغيرة الى موحسن ومشينا الى أرض خالي، أظنها كانت "كاع البكرة"...